تطلق كلمة الكناشة على "دفتر تسجل فيه شوارد متنوعة" أشعار ، مذكرات ، أحداث ، انتقادات ، أفكار..إلخ ، وقد خصصت قسما من مدونتي رفعت له اسما هو "من كناشتي" ، وكل جزء منه منفصل عن الآخر ، بل إن الجزء الواحد متنوع ومنفصل عن بعضه.. وليس هناك تسلسل أفكار بين الأجزاء .. وها نحن في الجزء الثالث من الكناشة..
1- غيرت موقفي تجاه الروايات
أثناء صغري كنت أحب الروايات .. ثم إنني بعد ذلك هجرتها .. وأحمد الله أني روضت نفسي على قراءة ما أنتفع به لا ما أستمتع به .. حتى أني حملت معي أثناء سفري لشرق آسيا كتاب البداية والنهاية .. في وقت كان المثقفون من حولي يحملون كتب الشيخ علي الطنطاوي .. لأنني أميل إلى القراءة في العلوم الشرعية البحتة .. وقبيل فترة بسيطة لاحظت أنني عندما أتحدث عن قضايا الفكر فإنني لا أسمح لذرة من الأحاسيس أن تدخل فيها .. وأساليب الحوار كثيرا ما تتشكل على حسب قراءة الشخص .. فإن أردت أن أقنع شخصا بفكرتي فإنني أعرضها كفكرة مجردة دون أن أستخدم معها أي محفزات للأحاسيس ..أغلب المحاور وأفحمه نعم .. إلا أن احتمال امتثاله فكرتي ضئيل جدا بسبب عدم استخدامي المحفزات الشعورية .. وقد أيقنت مؤخرا أنني إذا أردت أن أخاطب البشر فإن علي أن أستهدف العقل والمشاعر بآن واحد لأن البشر يتكونون من عقل وروح .. ولا يمكن لفكرة أن تنتصر بفقد أحد الأمرين .. وقد تجد من هو مقتنع بالإسلام في عقله إلا أن مشاعره ليست إسلامية .. وهنا مكمن ضعف الإيمان .. ثم إنه يندر جدا أن يوجد شخص عقلاني مطلقا .. وحتى لو ادعى ذلك فإن في قلبه ثغرة إن تفرست بها أمكنك أن تغزوه من خلالها لتحقق السيطرة على أحاسيسه ، ومن ثم يمكن لك حتى أن تلعب بعقله..!
وبعد أن روضت نفسي على قراءة النافع وأدركت عدم جدوى الصلابة في الطرح عدت أدراجي أقرأ بعض الروايات حتى تتضح معالمها في أسلوبي بعد أن أخبرني أحد الأصدقاء عن روعة روايات المنفلوطي الذي كنت أسمع عنه ولم أقرأ له .. واشتريت رواية "ماجدولين" .. وقد استمتعت بها أيما استمتاع .. بالرغم من أنها تمثل مأساة عاطفية .. مأساة حب قد امتزجت بمشاعر فاضلة .. كفيلة وحدها بتهذيب مشاعر الإنسان .. وبعد إتمامها طفقت ذاهبا إلى مكتبة جرير لأشتري روايات المنفلوطي .. وقد أحسن صديقي بإخباري عن وجود كتاب واحد جمع كل أعمال المنفلوطي .. وقد قرأت له من كتابه الكامل رواية "الفضيلة" ثم رواية "الشاعر" ، وهذه الروايات تغرس مفاهيم الحب العفيف والكرامة والعزة والشهامة والتضحية بآن واحد ، وما أمس حاجة شبابنا الذي ولع بالروايات التافهة أن يقرأ مثل هذه الروايات الراقية ، وعلاوة على ذلك فإن القارئ سيستفيد من الأسلوب الأدبي البديع الذي تميز به المنفلوطي .. وفي الحقيقة إنني أغبط من لم يقرأ هذه الروايات .. فإن بيده متعة قد فرغت منها.. ولذلك سأعطي الروايات جزء صغيرا من الإطلاع خاصة في فترات النقاهة.. ولا أنصح بالتوسع في ذلك
2-صفاة الغانم .. تلكم الشركة المستهترة
إن الشركة في البلاد العربية إن وصلت إلى مرحلة كبيرة من القوة فإنها غالبا ما تستهتر بالزبائن ، فهي ترى أنها قوية لا تتأثر بنقده ، علاوة على أن الزبون العربي يجهل السياسات الاقتصادية ، ففي أمريكا -مثلا- عندما تم رفع أسعار الخبز قام الشعب بمقاطعة شراء الخبز لأيام ، ثم اضطرت الشركة إلى إرجاع الأسعار إلى ما كانت عليه ، أما شعوبنا فهي شعوب قليلة الوعي لا تعرف أن تتعامل مع هؤلاء المستهترين وترجعهم إلى جادة الصواب..!
إن من أعظم هؤلاء المستهترين بالكويت شركة صفاة الغانم .. واسمعوا إلى ما حدث لي شخصيا .. كنت أبحث عن أثاث للمنزل إلى أن استقر الرأي على أثاث من صفاة الغانم ودفعت لهم المبلغ ، وقمت بتجهيز الغرفة بما يتسق مع الأثاث ، واتصلت على الشركة للقيام بتوصيل الأثاث وأخذت منهم موعدا محددا للتوصيل ، وجاء اليوم المحدد وأتت معه الطامة ، فقد قالوا لي بكل وقاحة: إن الأثاث الذي اشتريته ليس موجودا فتعال لأخذ أموالك أو أخذ بديل عن الأثاث .. ودون أي اعتذار ، وقد بحثت عن أثاث بديل ووجدت بديلا عندهم ، وسألت الموظف عن وجود الأثاث فأخبرني أنه موجود بعد أن أخذت منه الأيمان المغلظة .. ثم أتت الطامة الكبرى مرة أخرى .. فإن الأثاث البديل أيضا غير موجود .. وأردت أن أتخذ الإجراءات القانونية معهم .. إلا أن هناك إجراءات طويلة عند حماية المستهلك وأنا ليس لدي وقت لاتخاذها .. فلا بد من إعلان الأطراف ثم سماع أقوالهم ، والشركة لا يمكنها التنفيذ العيني لأن الأثاث ليس موجود أصلا .. ولذلك تحول الإشكالية للنيابة وهي تقرر التعويض التافه بعد إثبات الضرر وهلم جرا .. ولذلك اضطررت لأخذ نقودي لعدم وجود أي بديل ، ثم قدمت شكوى لهم فلم أجد الرد المناسب .. واستفسرت من بعض الموظفين فتبين لي أن هذه الإشكاليات قد تكررت كثيرا .. وقد تبين لي من بعض الأصدقاء حصول مثل هذه الإشكاليات لهم شخصيا .. ولكن لماذا كل هذا الاستهتار؟!! الجواب: لأن الشركة قد تجبرت ، وعليها أن تأخذ الرد المناسب وراء هذا الاستهتار..! وقد أخذت على نفسي عهدا أن أُشهر بهم حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر :)
3-هلا فبراير أم هلا معاصي..!
إن شهر فبراير يذكره أهل الكويت بكل خير لأنه شهر جمع يومي التحرير والاستقلال ، وهم بدلا من أن يشكروا ربهم نجدهم يقيمون المهرجانات الغنائية المبتذلة في هذا الشهر .. حتى إذا ما جاء العيد الوطني في نهايات الشهر خُلعت أثواب الحياء والعفة .. فنجد من مظاهر الفسق في يومين ما الله به عليم .. وتحت مبررات الفرحة والعيد .. أهكذا يُشكر الرب يا أهل الكويت..؟! نأمل من العضو محمد هايف المطيري أن يضربهم بيد من حديد :)
4-بياع الخبل عباته
إن ازدياد حرارة الجو مؤشر خطير من مؤشرات تدهور البيئة .. وعلى قدر ازدياد البشر تزداد الأضرار بالبيئة ، وذلك لأن المصانع والسيارات وكل ما تدخلت فيه اليد البشرية في ازدياد مضطرد مع ازدياد البشر .. وقد تنبه المجتمع الدولي لخطورة المشاكل البيئية ولذلك تم تأسيس منظمات دولية كثيرة تسعى لحماية البيئة ولكن دون كبير جدوى.
إن حرارة الجو في الكويت بازدياد دائم خاصة في هذه السنة .. وقد بدأ الناس بلبس ثياب الصيف "وباعوا عباتهم" .. وقد قلت لأحد الذين باعوا عباتهم سيسمونك "خبل" فابتسم وقال: فلأكن خبلا .. وتفكرت فقلت: بعد الازياد الدائم في درجات الحرارة:هل سيأتي يوم يصبح فيه:"بياع الخبل عباته" هو الصاحي؟
رحمتك يا ألله .. إذا كان شهر 2 هكذا فماذا سنفعل في شهر 8 ؟!!
5-عزاء
خالص تعازينا للأخ طارق المطيري "صاحب مدونة الطارق" وإخوانه .. لوفاة والدهم "نافع" بعد صراع مع المرض .. وعزاءنا أن الأخ نافع من الدعاة الذين شهد العمل الخيري بدورهم الكبير .. وهو من العاملين بالخفاء .. وقد أتتنا أخبار أياديه البيضاء بعد وفاته .. وقد انطبق عليه قول الشاعر:
يخفي صنائعه والله يظهرها .. إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
ولا تنسوه من خالص دعائكم
6-من آخر ما قرأت
كتاب الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية: وهو من تأليف الشيخ عمر الأشقر ، وهذا الكتاب يتناول تعريف القوانين ، ثم يذكر أشهر القوانين تاريخيا ، ويذكر كيف دخلت القوانين الوضعية لديار المسلمين ، وما هو دور الغرب في ذلك ، وما هو موقف المسلم تجاه هذه القوانين؟ لأن أمر التحاكم من أمور العقيدة الأساسية وهو مما ليس لمسلم غنى عنه ، ثم يذكر فتاوى أهل العلم في ذلك ، والكتاب صغير الحجم "230 صفحة" ، ولا بد لكل مسلم ليس له موقف واضح تجاه القوانين الوضعية أن يقتني الكتاب ويطلع على ما فيه.
مع تحياتي .. المحامي