الأحد، 13 يونيو 2010

قدر الحكام العرب أن يتفرجوا..!


لم يقل هذه الكلمة أحد المسلمين ، إنما قالها أحد الألمان مستهزئا بموقف الحكام العرب تجاه القضية الفلسطينية ، سألني شخص قائلا: ما هو السبب الرئيسي الذي جعل إسرائيل تستخف بكل هذه الدول العربية و الإسلامية؟ هل لأن أمريكا وراء إسرائيل؟ فقلت إن هذا السبب سبب ثانوي أما السبب الرئيسي فهو أن الشخص لا يستخف بغيره حتى لو كان ضعيفا إلا إن "ضمن ولائه" ، وهم قد ضمنوا ولاء وبراء الحكام العرب لحزب الشيطان ، وبالطبع فإن ضمان ولاء الدولة يكفي بضمان ولاء حاكمها ، لأن القوة العسكرية رهن إشارته لا إشارة شعبه ، ثم سألني قائلا: الناس هم من اختار هؤلاء؟ فضحكت من جهله بالحقائق التاريخية والواقعية ، ومع ذلك لم ألمه فإن التاريخ مزيف كل صاغه على هواه!! فقلت له: إن تمعنت بأغلب تاريخ الدول العربية الحديثة فستجد أن نشأتها كانت تحت إشراف أحد قيادات حزب الشيطان الثلاثي"أمريكا-بريطانيا-فرنسا" ، ثم سألني مستغربا عن موقف الدولة السعودية والمصرية تجاه حصار غزة وما تلاها من أحداث تنتهي بقافلة الحرية؟!

فقلت له: (( ما زلت أستحمق من يستغرب موقف الدولة السعودية المتخاذلة -حكومة لا شعبا- تجاه القضية الفلسطينية ، إن خيانة حكامها المعاصرين ما هي إلا امتدادا لخيانة تاريخية قام بها أبوهم عبدالعزيز آل سعود قبل ما يقارب القرن بتحالفه مع بريطانيا وذلك أثناء لجوء هذه الأسرة للكويت بعد سقوط الدولة السعودية الثانية ، فخان الله ورسوله وذلك على منوال زميله مبارك الصباح الذي سبقه في خيانة الله ورسوله سنة 1899 ، بل وعلى لسان طلال آل سعود في قناة الجزيرة أن مؤسس الدولة أبوه عبدالعزيز كان يستلم راتب خيالي من بريطانيا ، وهل كانت تعطيه الراتب لوسامته مثلا؟! ثم تابعت وقلت: إن أسوء موقف دولي من غزة هو موقف السعودية ، وأن علينا ألا نستغرب من مواقف حكامهم ، فما دعوتهم لمبادرة السلام في 2002 وتمسكهم بها حتى بعد أحداث قافلة الحرية إلا إتماما لعهد خيانة أبوهم ، وأما موقف الكويت "المحافظة 14 للسعودية" فإن موقفها كحكومة موقف فكاهي يقوم على فكرة "مع الخيل يا شقرا" ، فبعد أن تم التصويت في الكويت قبل أيام على الانسحاب من مبادرة السلام ووجد شبه إجماع على ذلك ، أتى اتصال من طويل العمر في السعودية بالالتزام بالمبادرة ، فما كان من الحكومة الكويتية إلا التصريح بأن التصويت غير ملزم للحكومة ، والغريب أن الإعلام السعودي أصدر تصريحات بتمسك الكويت بالمبادرة قبل أن تصدر الكويت تأكيد تمسكها بالمبادرة .. وأما مصر فإن موقف حصني في سد معبر رفح كافي ، فما الغرابة بوقوفه مع اسرائيل ضدنا؟! إن الحقائق التاريخية والواقعية تؤكد أن تخاذل الحكومة السعودية والمصرية والكويتية هو السيناريو الطبيعي المنسجم مع سلسلة التاريخ..!))

إن أهم ما في قضية حصار غزة وما تلاها من أحداث انتهت بقافلة الحرية أنها أجلت للشعوب فعلا حقيقة حكامها ، فقد علموا أن حكامهم هم عبارة عن مخلوقات لا تحمل قضية غير قضية كرسيها فهم لا يعترفون حقيقة بقضية تسمى قضية الإسلام ، وتعلم الكثير من الناس أن هؤلاء الحكام لا بد أن يخلعوا بيوم من الأيام ، وتكوُّن هذا المستوى الفكري في عقول عوام الناس هو في حقيقته قطع لأشواط كبيرة في بناء أفكار إسلامية حقيقية تحتم عليهم أن يقولوا أن القضية هي قضية الإسلام وسنخلع كل من لا يجعل نصب عينيه هذه القضية..!

إن الحكام العرب في مأزق خطير ، فإسرائيل "قد زادت الطين بلة" مع أحداث قافلة الحرية ، والشعوب العربية تنتظر ثورتهم ، فما العمل؟! ، بعضهم يدعون أنهم يدعمون قضية غزة بدليل أنهم قدموا مساعدات وعقدوا مؤتمرات وأرسلوا طائرات ، ولا يصدق ما قالوه إلا أحمق ، ففي حقيقة الأمر ما هذه المواقف إلا مظاهر لإسكات الشعوب الثائرة ، ومما يجلي ذلك التناقضات في مواقفهم ، فمثلا رئيس قطر أصدر تصريحات وقدم مساعدات وما زالت السفارة الإسرائيلية شامخة في قطر؟! أهكذا يتم الضحك على الذقون؟!! وبعضهم ترك النفاق وآثر أن يكون "صفرا على الشمال" كالإمارات وعمان وتونس وغيرهم كثير..

إن التاريخ سيلعن الخونة من حكام العرب ، وسيكتب التاريخ الوقفة الشريفة لرجب أردوغان ووقوف بوليفيا وفنزويلاا ونيكراقوا وغيرهم مع المسلمين ، وتفرج حكام العرب على تقتيل المسلمين وهتك أعراضهم وسفك حرماتهم، وسيكتب التاريخ "سفر العار العربي" وهو أنه بزمن من الأزمان حمل كفار قضية المسلمين بينما تفرج عليها حكام العرب الكومبارس..!