السبت، 13 فبراير 2010

من كناشتي2 "بوست الربيع"



أيها السادة الأكارم .. ها أنا أودع عطلة الربيع وأنا ممسك بزمامها .. أشده بحثا واطلاعا ومدارسة .. لا يشغلني عن ذلك إلا شيطان مارد .. اعتدت على كبحه فتجرع مرارة الذل مني .. فإن سلكت واديا سلك الآخر .. والعطلة كانت أقرب إلى الإثارة منها إلى الروتين .. وها أنا أسجل لكم فوائدا وأحداثا..



1-فلسفة الثروة:





إن التحدث عن الأهداف المستقبلية أحد أهم الوسائل التي تسهم في تحقيق الهدف ، ولذلك نجد أن كتاب السر الذي أحدث ضجة كبرى في أمريكا تدور كل فكرته على أن الشخص لا بد أن يتحدث ويعلن عن ما يريده وستتحقق له أهدافه -بإذن الله- ، وها أنا أعلن أنني أسعى جادا لتحقيق ثروة مالية ضخمة ، ولي في ذلك فلسفة خاصة تتركز بثلاثة نقاط:-
1- أن الإنسان بطبيعته يحب المال لأنه من زينة الحياة الدنيا كما وصفه القرآن ، ولذلك فإن الإسلام يأمر الشخص بأن يستزيد من المال ((إن كان كسبه حلالا ، ثم أعطى المال حقه ، وكان المال في يده لا في قلبه)) إذ أن الثراء له شروط شرعية ، وكم أتعجب من الذين يستغربون من أصحاب الاتجاه الإسلامي رغبتهم في جمع الثروة على الرغم من أن الإسلام حث على ذلك وقد كان أبوبكر تاجرا وكذا عبدالرحمن بن عوف لما قال للأنصاري"دلني على السوق" ثم حشر نفسه بين اليهود أغنى الناس مالا ودخل بينهم وصار تاجرا "تخيلوا أن مسلم يدخل بين مالك ستاربكس
وماركس بنسر" ، وبناء على ذلك فإنه يحق للمسلم أن تكون خيمته في زلمسي ودابته مايباخ وليس عليه في الدين من حرج ، وهذا لقمان الحكيم يوصي ابنه فيقول:"يا بني استغن بالكسب الحلال ، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه ، وضعف في عقله ، وذهاب مروءته" ، أليس الفقير عاجز عن إكرام ضيفه؟! ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم:"نعم المال الصالح للرجل الصالح" ، وقد تأملت في الذين يقولون أن المال ليس له قيمة فوجدتهم من الصنف "الكحيان" فدعه على كحينته وتوكل على الله.

2-أن الدول تتقلب أحوالها ، ألم يكن بعض الناس أسيادا في مقدمة عمرهم ثم انقلب حال دولتهم وصاروا خدما؟! "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، ألن تفكر ما سيحدث إن نضب النفط؟ أو تغير حال الدول؟ ولذلك قف مع نفسك وقفة وخذ من غناك إلى فقرك.

3-الفلسفة الثالثة في أهمية الثروة تتعلق بحملة الأهداف الإسلامية ، وأنا شخصيا هذه الفلسفة هي الدافع الأول لي لجمع الثروة ، إن الحكومات قد جعلت لقمة عيش شعوبها بيدها ولذلك تم استعباد المسلمين وقمعهم عن قول الحق تحت مبررات الرزق والخوف على الأبناء ، فصار الكثير يجبن عن قول الحق خوفا على رزقه .. ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعني ذلك بقوله:"الأبناء مجبنة في النفس" ، فكيف يمكن للمسلم أن يكون حرا في كلمته تجاه الظلم ثم يكون معتمدا في مأكله ومشربه على هؤلاء الظلمة..! كيف يعيش الحر ومن حمل المبادئ الإسلامية وكان مأكل أبنائه بيد الحكومات ، إن خطورة اعتماد أصحاب الحق على أصحاب الباطل خطر عظيم يصعب إدراكه إلا لمن دخل في تلك المعمعة ، ولذلك فإنني أدعوا أصحاب الأهداف الإسلامية إلى الاستزادة من المال حتى يتحسبوا لما لم يكن بالحسبان..!

*لكن انتبهوا إن الرزق كله بيد الله "يبسط لمن يشاء ويقدر" ، ووالله إن لم يقدر الله للمسلم الثراء فلن يصل له حتى لو أفنى نفسه ، ولذلك يكون المسلم مرتاح لأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها..

ولا يسعني أن أختم هذه الفلسفة إلا بقول حاتم الطائي لزوجته ماوية:

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر
أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر



2-لن أسافر ما دمت حيا
لأول مرة في التاريخ تمر على أنا إجازة ولا أسافر فيها ، ولو قدر لكم فتح جواز ابن بطوطة لكانت أختام السفر على جوازه أقل مني :) ، وعلة عدم السفر راجعة إلى تعاقدنا مع عمال للقيام ببناء وترميم المنزل وقد وقع الدور علي بمتابعتهم ، وكان من قدر الله أن أكون في الكويت وحيدا فريدا والناس من حولي يتوافدون للدول الأخرى ، وكم هو شعور مؤسف :) ، إلا أن عدم سفري قد جلب لي منافع من حيث لا أحتسب .. فقد انهالت علي الصوايغ "الهدايا" من كل حدب وصوب ، وكانت أعظم صوغة هي البخور المحترم الذي جلبته لي والدتي العزيزة ، وهو على جودته العالية يكفي مؤنة لسنة كاملة للمبذر في استخدام البخور ، أما "الحزرة" فقد يكفيه ثلاث سنوات ، وبعد هذه الهدايا رفعت شعارا بكل يقين يقول "لن أسافر ما دمت حيا" :)





3-اللوز والزبيب
حكى لنا التاريخ قصة الإمام الشافعي لما سقطت عينه على كعب امرأة وضعف حفظه وشكى شيخه وكيع بذلك فدله على الحل ، حتى قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

وما سبق يتعلق بقوة الحفظ من الجانب الروحي ، إلا أن هناك جانب آخر وهو الجانب العلمي في تقوية الذاكرة ، وقد قرأت عدة دراسات حول ذلك إلى أن وصلت لمعلومة تقول:"إن بمقدور خليط من اللوز والزبيب أن ينهي مشكلة النسيان لدى الكثيرين" ، مع العلم أنه قد مر علي سابقا أن الزبيب يسمى طعام العلماء ، فما كان مني إلى أن أذهب للمحمصة الدولية في"الافينيوز" لأشتري لوز وزبيب وأفرغته بإناء زجاجي ليكون شكله كما في الصورة ، وأنصحكم بالزبيب الأسود.

وكل من أقدم له هذه الإناء صرت أقول له:"إن أردت أن تصبح عالما فعليك بالزبيب واللوز" وقد احدثت نقلة نوعية ونهضة علمية في الأوساط المحيطة -ولله الحمد- ، وكان الفضل لله ثم للوز والزبيب :)




4-القطة المسكينة

لا اعلم لماذا كل الأطفال والقطط ما إن يروني إلا ويهربوا مني ، مع أني لست دميما :) ، ولكن بعد سفر أهلي ولأول مرة أرى قطة منزلنا المسكينة -التي بالصورة- باتت وحيدة ليس لها "معزب" ، فأرغمت أن تأتي إلى باب غرفتي وتناديني لأفتح لها الباب وتجلس عندي ، ولسان حالها يقول:"العوض ولا القطيعة" " ، ثم استدركت عليها قائلا:"ومن لم يجد إلا القنوع تقنعا".



5-آخر ما قرأت:

كان من ثمرات عطلة الربيع تمكني من اعتزال الناس لأتفرغ

للعلم والثقافة ، وسأعرض لكم يا سادة بعضا من الكتب التي قرأتها:-
أ-دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين: وهو من تأليف الشيخ محمد الغزالي ، ويقع في 186 صفحة ، والكتاب يمثل قاعدة للثقافة تنطلق منها كل الأمة ، وقد بنى هذا الدستور على الاصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا ، ويتميز الغزالي -من بد غيره- بأنه جمع العلم الشرعي البحت والفكر النافذ بآن واحد.
*يقول الغزالي في دستور الوحدة:"أن العقل مناط التكليف ، والذكاء أساس الوعي ، وأن الدين لا يمكل مع القصور في العقل والقلة في الذكاء ، وأنه لا بد من ملكات إنسانية رفيعة لكي تعرف الله وهديه وتفقه توجيهه ووحيه"

ب-ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: وهو من تأليف الشيخ أبي الحسن الندوي ، والكتاب يتميز بأنه يشحذ العقل والعاطفة بذات الوقت ، فالندوي تميز بعباراته الرنانة دون الإخلال بالعرض العلمي ، فالكتاب يصور للقارئ الجاهلية التي قبعت بها الأمم ، ثم يصور الرقي الذي وصل له المسلمون لما أمسكوا دفة قيادة البشرية ، ليؤكد حقيقة الخسران الذي حل بالبشرية لما انحط المسلمون وليقطع أن انحطاطهم ليس أثره عليهم وحسب ، بل على البشرية جمعاء.
*يقول سيد قطب عن هذا الكتاب:"هو من خير ما قرات في هذا الاتجاه ، سواء في القديم والحديث"
*كتب الدكتور محمد يوسف موسى على آخر هذا الكتاب في نسخته من كتاب الندوي:"إن قراءة هذا الكتاب فرض على كل مسلم يعمل لإعادة أمجاد الإسلام" وقال عنه أيضا:"لم أر كتابا حوى من الخير مثل هذا الكتاب"

ج-كتاب قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن: للشيخ نديم الجسر: لن أقول عنه إلا أنه من أفضل الكتب التي قرأتها في حياتي ، ويقع في 450 صفحة.




تحياتي .. المحامي

هناك 15 تعليقًا:

Engineer A يقول...

حجزت مكاني ... لي عودة للتعليق :)

المحامي يقول...

تصدقين .. ذكرتيني بصفوف المدرسة :)

BookMark يقول...

بقاؤك في العطلة دون سفر أتى بالفوائد لك .. ولنا

من حسن حظنا ^^

اللوز والزبيب .. شكرا لإرشادنا كنت بحاجة لما يعينني على تثبيت حفظي ..

القطوة .. هههه ويهها معبر الظاهر تدبست وقعدت تقرا معاك
:)

المحامي يقول...

بوك مارك..

أشكرج على المرور :)

والقطوة اهيا الي تدبست فيني مو آنا التي تدبست فيها ، أحسها قاعدة معاي ومو بالعتني :)

BookMark يقول...

اي انا اقصد القطوة الي تدبست وقعدت تقرا معاك ^^

مااعتقد مو بالعتك بس مو بالعة الكتب الي بيدك P;

Engineer A يقول...

هههه محامي هالمرة البوست مو "دسم" وخفيف :)

بالنسبة للنقطة الأولى عاد صدفة أمس او اللي قبله "ماني ذاكرة بالضبط" كنت اطالع الندوات الدينية على قناة الوطن وقد ذكر د. خالد الجبير هالنقطة في اصول الكسب الشرعي والثراء اذا كان بطريقة حلال وحيل استفدت من ندوته بصراحة.

2. بالنسبة لعدم سفرك اللي اعرفه ان للسفر 7 فوائد وشكلك هالمرة عكست المقولة واستفدت من هالفوائد وانت جالس في البيت :) اهم شي الصوغة والبخور :/

3. للأسف ودي اصير عالمه ونابغة بس ما احب الزبيب الا اذا انحط بالحشو مع مجبوس الدياي << ينفع؟ والا اصير نص عالمه؟ :)


4. القطوة تونس يحليلها اهم شي "العوض ولا القطيعة" ذكرتني بالوالد لووول

5. مجموعة جميلة تلك التي قرأتها ويعطيك العافية على هالبوست << كثر منه :)


دوام سعيد :)

المحامي يقول...

book mark

والله لو تشوفين القطوة لما رجعوا معازيبها ، صارت ما تقلقس عند باب غرفتي ، ولما اشيلها تشمخني عشان تنحاش ---> نذلة ومصلحجية :)



Engineer A

قصدج بأن البوست مو دسم ، يعني أنه مو غثيث ... أشوى :)


إذا تبين تذكرين متى محاضرة الجبير بسرعة أكلي زبيب ولوز :)

بالنسبة للزبيب ، إذا ما كليتيه ما راح تصيرين عالمه بس راح تصيرين "عويلمه" في حال المداومة على اللوز .. الزبيب حتى آنا كنت ما أحبه بس أنصحج بالزبيب الأسود نوع "تومسون" (Thompson raisins) .. طعمه مو طبيعي ، مو مثل الزبيب الدايخ المذوي مال المجبوس ، إذا تبين تذوقينه أدزلج منه على الإيميل ، جربيه :)

العوض ولا القطيعة ،، هذي مالت السيارة عدل؟


حياج الله باشه مهندسه :)

Catism القطويّة يقول...

قطة لطيفة، اقرئها مني السلام. :)

المحامي يقول...

وصلت لها السلام .. وتشكرج من قلبها على مواساتج لها ;)

الغدوف يقول...

أنت محق في الجانب الذي يحيط به الناس ويرسمون الدوائر حول أصحاب التوجهات الدينية والعقائدية الشرعية والإنكار عليهم هذا الأمر المشروع
" الناس في بالها صاحب الدين شخص معزول وبهيئة زاهدة حد المتهى تماماً ومحرمة عليه اللذائذ المشروعة
فلسفة الثروة
كانت مذهلة وتصب في العمق
وأنعم بها إن كانت من منطلق الشرع والشريعة ولا تهدر هذه القاعدة


ـ تتهنى بالهدايا " بالعافية "

ـ معلومة جديدة عن فوائد الزبيب واللوز " تسلم "

ـ حلوة قطوتكم بس من بعيد أحب أشوف القطاوه

ـ كل الكتب الثلاثة موجوده عندنا من زمان ولا مرة فكرة أقرأها
"لاهنت "أعطيتني خلفية عناها تحفز للقرأة

البوست قيم وثري
الله يعطيك العافية

تقبل مروري الأول في رحابكم الزاخر بالدرر
تحية

المحامي يقول...

الغدوف

يا ألف هلا ومرحبا بتواجدكِ الأول بالمدونة .. المدونة وصاحبها فرحانين .. نورتيها


-أقف بصفك في نقد التصور الخطأ بربط الدين بالتقتير والفقر .. يريدون أن يجعلوا الإسلام دين رهبانية

-الهدايا .. الله يعافيج

-اللوز والزبيب .. الله يسلمج ويحفظج :)

-كثير من الكتب بمكتبتنا عظيمة دون أن نعلم .. أتمنى تستفيدين منهم

أسعدني كثيرا مروركِ يا غدوف .. سلميلي على أبها :)

حياج الله

فاطمــه يقول...

قواك الله

مقتطفات تونس

المحامي يقول...

الله يقويج .. نورتي المدونة :)

luxusumzug يقول...

مشكوررررر .. موضوع ممتاز جدااا .
umzug wien
umzug wien
umzug-umzug
Wohnungsrämung

الراقي للتنظيف يقول...


شركة تنظيف منازل بالقطيف
شركة تنظيف بالقطيف
شركة تنظيف شقق بالقطيف

شركة تنظيف مسابح بالقطيف
شركة صيانة مسابح بالقطيف
شركة تنظيف مسابح بالدمام

شركة كشف تسربات المياه بالجبيل