الأربعاء، 24 فبراير 2010

من كناشتي3

تطلق كلمة الكناشة على "دفتر تسجل فيه شوارد متنوعة" أشعار ، مذكرات ، أحداث ، انتقادات ، أفكار..إلخ ، وقد خصصت قسما من مدونتي رفعت له اسما هو "من كناشتي" ، وكل جزء منه منفصل عن الآخر ، بل إن الجزء الواحد متنوع ومنفصل عن بعضه.. وليس هناك تسلسل أفكار بين الأجزاء .. وها نحن في الجزء الثالث من الكناشة..

1- غيرت موقفي تجاه الروايات



أثناء صغري كنت أحب الروايات .. ثم إنني بعد ذلك هجرتها .. وأحمد الله أني روضت نفسي على قراءة ما أنتفع به لا ما أستمتع به .. حتى أني حملت معي أثناء سفري لشرق آسيا كتاب البداية والنهاية .. في وقت كان المثقفون من حولي يحملون كتب الشيخ علي الطنطاوي .. لأنني أميل إلى القراءة في العلوم الشرعية البحتة .. وقبيل فترة بسيطة لاحظت أنني عندما أتحدث عن قضايا الفكر فإنني لا أسمح لذرة من الأحاسيس أن تدخل فيها .. وأساليب الحوار كثيرا ما تتشكل على حسب قراءة الشخص .. فإن أردت أن أقنع شخصا بفكرتي فإنني أعرضها كفكرة مجردة دون أن أستخدم معها أي محفزات للأحاسيس ..أغلب المحاور وأفحمه نعم .. إلا أن احتمال امتثاله فكرتي ضئيل جدا بسبب عدم استخدامي المحفزات الشعورية .. وقد أيقنت مؤخرا أنني إذا أردت أن أخاطب البشر فإن علي أن أستهدف العقل والمشاعر بآن واحد لأن البشر يتكونون من عقل وروح .. ولا يمكن لفكرة أن تنتصر بفقد أحد الأمرين .. وقد تجد من هو مقتنع بالإسلام في عقله إلا أن مشاعره ليست إسلامية .. وهنا مكمن ضعف الإيمان .. ثم إنه يندر جدا أن يوجد شخص عقلاني مطلقا .. وحتى لو ادعى ذلك فإن في قلبه ثغرة إن تفرست بها أمكنك أن تغزوه من خلالها لتحقق السيطرة على أحاسيسه ، ومن ثم يمكن لك حتى أن تلعب بعقله..!

وبعد أن روضت نفسي على قراءة النافع وأدركت عدم جدوى الصلابة في الطرح عدت أدراجي أقرأ بعض الروايات حتى تتضح معالمها في أسلوبي بعد أن أخبرني أحد الأصدقاء عن روعة روايات المنفلوطي الذي كنت أسمع عنه ولم أقرأ له .. واشتريت رواية "ماجدولين" .. وقد استمتعت بها أيما استمتاع .. بالرغم من أنها تمثل مأساة عاطفية .. مأساة حب قد امتزجت بمشاعر فاضلة .. كفيلة وحدها بتهذيب مشاعر الإنسان .. وبعد إتمامها طفقت ذاهبا إلى مكتبة جرير لأشتري روايات المنفلوطي .. وقد أحسن صديقي بإخباري عن وجود كتاب واحد جمع كل أعمال المنفلوطي .. وقد قرأت له من كتابه الكامل رواية "الفضيلة" ثم رواية "الشاعر" ، وهذه الروايات تغرس مفاهيم الحب العفيف والكرامة والعزة والشهامة والتضحية بآن واحد ، وما أمس حاجة شبابنا الذي ولع بالروايات التافهة أن يقرأ مثل هذه الروايات الراقية ، وعلاوة على ذلك فإن القارئ سيستفيد من الأسلوب الأدبي البديع الذي تميز به المنفلوطي .. وفي الحقيقة إنني أغبط من لم يقرأ هذه الروايات .. فإن بيده متعة قد فرغت منها.. ولذلك سأعطي الروايات جزء صغيرا من الإطلاع خاصة في فترات النقاهة.. ولا أنصح بالتوسع في ذلك


2-صفاة الغانم .. تلكم الشركة المستهترة

إن الشركة في البلاد العربية إن وصلت إلى مرحلة كبيرة من القوة فإنها غالبا ما تستهتر بالزبائن ، فهي ترى أنها قوية لا تتأثر بنقده ، علاوة على أن الزبون العربي يجهل السياسات الاقتصادية ، ففي أمريكا -مثلا- عندما تم رفع أسعار الخبز قام الشعب بمقاطعة شراء الخبز لأيام ، ثم اضطرت الشركة إلى إرجاع الأسعار إلى ما كانت عليه ، أما شعوبنا فهي شعوب قليلة الوعي لا تعرف أن تتعامل مع هؤلاء المستهترين وترجعهم إلى جادة الصواب..!
إن من أعظم هؤلاء المستهترين بالكويت شركة صفاة الغانم .. واسمعوا إلى ما حدث لي شخصيا .. كنت أبحث عن أثاث للمنزل إلى أن استقر الرأي على أثاث من صفاة الغانم ودفعت لهم المبلغ ، وقمت بتجهيز الغرفة بما يتسق مع الأثاث ، واتصلت على الشركة للقيام بتوصيل الأثاث وأخذت منهم موعدا محددا للتوصيل ، وجاء اليوم المحدد وأتت معه الطامة ، فقد قالوا لي بكل وقاحة: إن الأثاث الذي اشتريته ليس موجودا فتعال لأخذ أموالك أو أخذ بديل عن الأثاث .. ودون أي اعتذار ، وقد بحثت عن أثاث بديل ووجدت بديلا عندهم ، وسألت الموظف عن وجود الأثاث فأخبرني أنه موجود بعد أن أخذت منه الأيمان المغلظة .. ثم أتت الطامة الكبرى مرة أخرى .. فإن الأثاث البديل أيضا غير موجود .. وأردت أن أتخذ الإجراءات القانونية معهم .. إلا أن هناك إجراءات طويلة عند حماية المستهلك وأنا ليس لدي وقت لاتخاذها .. فلا بد من إعلان الأطراف ثم سماع أقوالهم ، والشركة لا يمكنها التنفيذ العيني لأن الأثاث ليس موجود أصلا .. ولذلك تحول الإشكالية للنيابة وهي تقرر التعويض التافه بعد إثبات الضرر وهلم جرا .. ولذلك اضطررت لأخذ نقودي لعدم وجود أي بديل ، ثم قدمت شكوى لهم فلم أجد الرد المناسب .. واستفسرت من بعض الموظفين فتبين لي أن هذه الإشكاليات قد تكررت كثيرا .. وقد تبين لي من بعض الأصدقاء حصول مثل هذه الإشكاليات لهم شخصيا .. ولكن لماذا كل هذا الاستهتار؟!! الجواب: لأن الشركة قد تجبرت ، وعليها أن تأخذ الرد المناسب وراء هذا الاستهتار..!
وقد أخذت على نفسي عهدا أن أُشهر بهم حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر :)

3-هلا فبراير أم هلا معاصي..!


إن شهر فبراير يذكره أهل الكويت بكل خير لأنه شهر جمع يومي التحرير والاستقلال ، وهم بدلا من أن يشكروا ربهم نجدهم يقيمون المهرجانات الغنائية المبتذلة في هذا الشهر .. حتى إذا ما جاء العيد الوطني في نهايات الشهر خُلعت أثواب الحياء والعفة .. فنجد من مظاهر الفسق في يومين ما الله به عليم .. وتحت مبررات الفرحة والعيد .. أهكذا يُشكر الرب يا أهل الكويت..؟! نأمل من العضو محمد هايف المطيري أن يضربهم بيد من حديد :)


4-بياع الخبل عباته

إن ازدياد حرارة الجو مؤشر خطير من مؤشرات تدهور البيئة .. وعلى قدر ازدياد البشر تزداد الأضرار بالبيئة ، وذلك لأن المصانع والسيارات وكل ما تدخلت فيه اليد البشرية في ازدياد مضطرد مع ازدياد البشر .. وقد تنبه المجتمع الدولي لخطورة المشاكل البيئية ولذلك تم تأسيس منظمات دولية كثيرة تسعى لحماية البيئة ولكن دون كبير جدوى.
إن حرارة الجو في الكويت بازدياد دائم خاصة في هذه السنة .. وقد بدأ الناس بلبس ثياب الصيف "وباعوا عباتهم" .. وقد قلت لأحد الذين باعوا عباتهم سيسمونك "خبل" فابتسم وقال: فلأكن خبلا .. وتفكرت فقلت: بعد الازياد الدائم في درجات الحرارة:هل سيأتي يوم يصبح فيه:"بياع الخبل عباته" هو الصاحي؟

رحمتك يا ألله .. إذا كان شهر 2 هكذا فماذا سنفعل في شهر 8 ؟!!


5-عزاء

خالص تعازينا للأخ طارق المطيري "صاحب مدونة الطارق" وإخوانه .. لوفاة والدهم "نافع" بعد صراع مع المرض .. وعزاءنا أن الأخ نافع من الدعاة الذين شهد العمل الخيري بدورهم الكبير .. وهو من العاملين بالخفاء .. وقد أتتنا أخبار أياديه البيضاء بعد وفاته .. وقد انطبق عليه قول الشاعر:
يخفي صنائعه والله يظهرها .. إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
ولا تنسوه من خالص دعائكم



6-من آخر ما قرأت

كتاب الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية: وهو من تأليف الشيخ عمر الأشقر ، وهذا الكتاب يتناول تعريف القوانين ، ثم يذكر أشهر القوانين تاريخيا ، ويذكر كيف دخلت القوانين الوضعية لديار المسلمين ، وما هو دور الغرب في ذلك ، وما هو موقف المسلم تجاه هذه القوانين؟ لأن أمر التحاكم من أمور العقيدة الأساسية وهو مما ليس لمسلم غنى عنه ، ثم يذكر فتاوى أهل العلم في ذلك ، والكتاب صغير الحجم "230 صفحة" ، ولا بد لكل مسلم ليس له موقف واضح تجاه القوانين الوضعية أن يقتني الكتاب ويطلع على ما فيه.

مع تحياتي .. المحامي

السبت، 13 فبراير 2010

من كناشتي2 "بوست الربيع"



أيها السادة الأكارم .. ها أنا أودع عطلة الربيع وأنا ممسك بزمامها .. أشده بحثا واطلاعا ومدارسة .. لا يشغلني عن ذلك إلا شيطان مارد .. اعتدت على كبحه فتجرع مرارة الذل مني .. فإن سلكت واديا سلك الآخر .. والعطلة كانت أقرب إلى الإثارة منها إلى الروتين .. وها أنا أسجل لكم فوائدا وأحداثا..



1-فلسفة الثروة:





إن التحدث عن الأهداف المستقبلية أحد أهم الوسائل التي تسهم في تحقيق الهدف ، ولذلك نجد أن كتاب السر الذي أحدث ضجة كبرى في أمريكا تدور كل فكرته على أن الشخص لا بد أن يتحدث ويعلن عن ما يريده وستتحقق له أهدافه -بإذن الله- ، وها أنا أعلن أنني أسعى جادا لتحقيق ثروة مالية ضخمة ، ولي في ذلك فلسفة خاصة تتركز بثلاثة نقاط:-
1- أن الإنسان بطبيعته يحب المال لأنه من زينة الحياة الدنيا كما وصفه القرآن ، ولذلك فإن الإسلام يأمر الشخص بأن يستزيد من المال ((إن كان كسبه حلالا ، ثم أعطى المال حقه ، وكان المال في يده لا في قلبه)) إذ أن الثراء له شروط شرعية ، وكم أتعجب من الذين يستغربون من أصحاب الاتجاه الإسلامي رغبتهم في جمع الثروة على الرغم من أن الإسلام حث على ذلك وقد كان أبوبكر تاجرا وكذا عبدالرحمن بن عوف لما قال للأنصاري"دلني على السوق" ثم حشر نفسه بين اليهود أغنى الناس مالا ودخل بينهم وصار تاجرا "تخيلوا أن مسلم يدخل بين مالك ستاربكس
وماركس بنسر" ، وبناء على ذلك فإنه يحق للمسلم أن تكون خيمته في زلمسي ودابته مايباخ وليس عليه في الدين من حرج ، وهذا لقمان الحكيم يوصي ابنه فيقول:"يا بني استغن بالكسب الحلال ، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه ، وضعف في عقله ، وذهاب مروءته" ، أليس الفقير عاجز عن إكرام ضيفه؟! ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم:"نعم المال الصالح للرجل الصالح" ، وقد تأملت في الذين يقولون أن المال ليس له قيمة فوجدتهم من الصنف "الكحيان" فدعه على كحينته وتوكل على الله.

2-أن الدول تتقلب أحوالها ، ألم يكن بعض الناس أسيادا في مقدمة عمرهم ثم انقلب حال دولتهم وصاروا خدما؟! "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، ألن تفكر ما سيحدث إن نضب النفط؟ أو تغير حال الدول؟ ولذلك قف مع نفسك وقفة وخذ من غناك إلى فقرك.

3-الفلسفة الثالثة في أهمية الثروة تتعلق بحملة الأهداف الإسلامية ، وأنا شخصيا هذه الفلسفة هي الدافع الأول لي لجمع الثروة ، إن الحكومات قد جعلت لقمة عيش شعوبها بيدها ولذلك تم استعباد المسلمين وقمعهم عن قول الحق تحت مبررات الرزق والخوف على الأبناء ، فصار الكثير يجبن عن قول الحق خوفا على رزقه .. ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعني ذلك بقوله:"الأبناء مجبنة في النفس" ، فكيف يمكن للمسلم أن يكون حرا في كلمته تجاه الظلم ثم يكون معتمدا في مأكله ومشربه على هؤلاء الظلمة..! كيف يعيش الحر ومن حمل المبادئ الإسلامية وكان مأكل أبنائه بيد الحكومات ، إن خطورة اعتماد أصحاب الحق على أصحاب الباطل خطر عظيم يصعب إدراكه إلا لمن دخل في تلك المعمعة ، ولذلك فإنني أدعوا أصحاب الأهداف الإسلامية إلى الاستزادة من المال حتى يتحسبوا لما لم يكن بالحسبان..!

*لكن انتبهوا إن الرزق كله بيد الله "يبسط لمن يشاء ويقدر" ، ووالله إن لم يقدر الله للمسلم الثراء فلن يصل له حتى لو أفنى نفسه ، ولذلك يكون المسلم مرتاح لأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها..

ولا يسعني أن أختم هذه الفلسفة إلا بقول حاتم الطائي لزوجته ماوية:

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر
أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر



2-لن أسافر ما دمت حيا
لأول مرة في التاريخ تمر على أنا إجازة ولا أسافر فيها ، ولو قدر لكم فتح جواز ابن بطوطة لكانت أختام السفر على جوازه أقل مني :) ، وعلة عدم السفر راجعة إلى تعاقدنا مع عمال للقيام ببناء وترميم المنزل وقد وقع الدور علي بمتابعتهم ، وكان من قدر الله أن أكون في الكويت وحيدا فريدا والناس من حولي يتوافدون للدول الأخرى ، وكم هو شعور مؤسف :) ، إلا أن عدم سفري قد جلب لي منافع من حيث لا أحتسب .. فقد انهالت علي الصوايغ "الهدايا" من كل حدب وصوب ، وكانت أعظم صوغة هي البخور المحترم الذي جلبته لي والدتي العزيزة ، وهو على جودته العالية يكفي مؤنة لسنة كاملة للمبذر في استخدام البخور ، أما "الحزرة" فقد يكفيه ثلاث سنوات ، وبعد هذه الهدايا رفعت شعارا بكل يقين يقول "لن أسافر ما دمت حيا" :)





3-اللوز والزبيب
حكى لنا التاريخ قصة الإمام الشافعي لما سقطت عينه على كعب امرأة وضعف حفظه وشكى شيخه وكيع بذلك فدله على الحل ، حتى قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

وما سبق يتعلق بقوة الحفظ من الجانب الروحي ، إلا أن هناك جانب آخر وهو الجانب العلمي في تقوية الذاكرة ، وقد قرأت عدة دراسات حول ذلك إلى أن وصلت لمعلومة تقول:"إن بمقدور خليط من اللوز والزبيب أن ينهي مشكلة النسيان لدى الكثيرين" ، مع العلم أنه قد مر علي سابقا أن الزبيب يسمى طعام العلماء ، فما كان مني إلى أن أذهب للمحمصة الدولية في"الافينيوز" لأشتري لوز وزبيب وأفرغته بإناء زجاجي ليكون شكله كما في الصورة ، وأنصحكم بالزبيب الأسود.

وكل من أقدم له هذه الإناء صرت أقول له:"إن أردت أن تصبح عالما فعليك بالزبيب واللوز" وقد احدثت نقلة نوعية ونهضة علمية في الأوساط المحيطة -ولله الحمد- ، وكان الفضل لله ثم للوز والزبيب :)




4-القطة المسكينة

لا اعلم لماذا كل الأطفال والقطط ما إن يروني إلا ويهربوا مني ، مع أني لست دميما :) ، ولكن بعد سفر أهلي ولأول مرة أرى قطة منزلنا المسكينة -التي بالصورة- باتت وحيدة ليس لها "معزب" ، فأرغمت أن تأتي إلى باب غرفتي وتناديني لأفتح لها الباب وتجلس عندي ، ولسان حالها يقول:"العوض ولا القطيعة" " ، ثم استدركت عليها قائلا:"ومن لم يجد إلا القنوع تقنعا".



5-آخر ما قرأت:

كان من ثمرات عطلة الربيع تمكني من اعتزال الناس لأتفرغ

للعلم والثقافة ، وسأعرض لكم يا سادة بعضا من الكتب التي قرأتها:-
أ-دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين: وهو من تأليف الشيخ محمد الغزالي ، ويقع في 186 صفحة ، والكتاب يمثل قاعدة للثقافة تنطلق منها كل الأمة ، وقد بنى هذا الدستور على الاصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا ، ويتميز الغزالي -من بد غيره- بأنه جمع العلم الشرعي البحت والفكر النافذ بآن واحد.
*يقول الغزالي في دستور الوحدة:"أن العقل مناط التكليف ، والذكاء أساس الوعي ، وأن الدين لا يمكل مع القصور في العقل والقلة في الذكاء ، وأنه لا بد من ملكات إنسانية رفيعة لكي تعرف الله وهديه وتفقه توجيهه ووحيه"

ب-ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: وهو من تأليف الشيخ أبي الحسن الندوي ، والكتاب يتميز بأنه يشحذ العقل والعاطفة بذات الوقت ، فالندوي تميز بعباراته الرنانة دون الإخلال بالعرض العلمي ، فالكتاب يصور للقارئ الجاهلية التي قبعت بها الأمم ، ثم يصور الرقي الذي وصل له المسلمون لما أمسكوا دفة قيادة البشرية ، ليؤكد حقيقة الخسران الذي حل بالبشرية لما انحط المسلمون وليقطع أن انحطاطهم ليس أثره عليهم وحسب ، بل على البشرية جمعاء.
*يقول سيد قطب عن هذا الكتاب:"هو من خير ما قرات في هذا الاتجاه ، سواء في القديم والحديث"
*كتب الدكتور محمد يوسف موسى على آخر هذا الكتاب في نسخته من كتاب الندوي:"إن قراءة هذا الكتاب فرض على كل مسلم يعمل لإعادة أمجاد الإسلام" وقال عنه أيضا:"لم أر كتابا حوى من الخير مثل هذا الكتاب"

ج-كتاب قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن: للشيخ نديم الجسر: لن أقول عنه إلا أنه من أفضل الكتب التي قرأتها في حياتي ، ويقع في 450 صفحة.




تحياتي .. المحامي

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

كيف نعرض الإسلام..؟!


إن الدين الذي يكون مصدره الشارع الحكيم هو دين كامل في جميع دقائقه ، إذ يكفي القول أنه دين إلهي ، وهذا ما يدعونا إلى أمرين:-
1- أن لا نخجل من عرض أي تشريع اسلامي.
2- أن نعرف كيف نعرض التشريع الإسلامي.

إن الربط بين هذين الأمرين يحتاج إيمان وعلم ، فمن جانب أن عدم الخجل من عرض ما يتعلق بالدين يحتاج من الشخص إيمان عالي وثقة عمياء بدينه الإسلامي ذو المصدر الإلهي وأن كل ما فيه حق مطلق وأن صلاحيته لكل زمان ومكان وبالتالي لا يوجد عندنا ما نخفيه ، ومن جانب آخر فإن الشخص يجب أن يكون عنده علم يلم فيه مقاصد الإسلام التي أتى التشريع لتحقيقها، وبالتالي معرفة كيفية عرضها وبيان حكمتها ، فلا بد لمن يتحدث عن الجهاد -مثلا- أن يعرف مقاصد الإسلام من الجهاد ، إذ لا يصح أن نتحدث عن الجهاد حتى إذا ما أتى منافق وقال أن به إراقة دماء وكتم للحريات تتمتمنا ولم نعرف أن نرد ، وليس مرجع ذلك إلا لجهل المقاصد الشرعية من هذا التشريع السامي ، ولذلك قال الله عز وجل:"قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ" أي أن العلم لا بد أن يسبق الدعوة إلى الله وإلا فستتشوه صورة الإسلام.

إن سيطرة الغرب اليوم على المسلمين ولدت في نفوس الكثير من المسلمين شكوك حول صلاحية الدين الإسلامي للقيادة ، لأن الغرب يلقون عبء انحطاط المسلمين على الإسلام، وهذا ما يدعوا الكثير من المسلمين إلى الخجل من عرض الدين، خاصة وأن الإسلام اليوم شوهت صورته ودنس تاريخه وجهل الكثير من حملته تشريعاته ، أضف إلى ذلك وسائل الإعلام وما تذيعه من حرب على الإسلام في تشريعاته، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بشعائر معينة كالجهاد في سبيل الله أو حد الردة والزنى والسرقة ، إذ أن الغرب اليوم يحاولون لوي أعناق المسلمين بان دينهم دين سيف لا يعرف الرحمة، وأنه دين فوضى لا يعرف الكلمة ، وقس على ذلك بقية التشريعات الإسلامية التي شوهها الغرب في نظر المسلمين، لعلمهم أنها تشريعات جائت لكي يكون الدين كله لله ، وهذا بعينه ما يخالف هواهم ، فما كان منهم إلا استعمال هذا الاسلوب الخسيس، وما كان من غوغائية المسلمين إلا التصفيق لهم، أو القول أن الدين محصور على الجانب العبادي فقط دون غيره من الجوانب الأخرى، او الخجل من عرض الإسلام، أو عرضه وكأنه مجرم وضع في قفص اتهام يحتاج من يذب عنه ولكن لا جدوى لأنه مجرم..!

إن هناك قسم آخر من المسلمين لم يصبهم هذا المرض، فهم يعتزون بتشريعهم الإسلامي كل الاعتزاز إلا أنهم يفتقرون لأمور، اما أنهم يجهلون مقاصد الإسلام وحكمه، ولا حل لذلك إلى بسلك سبيل العلم والتدبر في آيات القرآن الكريم، واما أنهم يجهلون كيفية عرض الإسلام، وهم على ذلك مذاهب، فمنهم من يعرض الإسلام وكأنه دين انزل للرد على شبه الغير فقط، ولا أعني بذلك ألا يرد على الشبه، إنما ما أعني توصيله هو أن الرد على الشبه يجب ألا يكون على حساب عرض الدين الإسلامي وبيان حكمه،لأن هذا هو الأصل، والدين الإسلامي اليوم بحاجة لمن يوضح صورته وليس من يرد على الشبه الموجهة ضده، ونحن إن توصلنا لإقناع الناس أن هذا الدين من عند الله فلسنا بحاجة عندها للرد على الشبه ولن نحجهم إلا بأن هذا الدين من عند الله، وهناك قسم آخر من المسلمين أراد إظهار سماحة الإسلام عبر وسيلة خاطأة وهي جعل الدين الإسلامي دين التنازلات الذي يساير الناس كيفما ساروا حتى أن بعضهم صار يلغي بعض التشريعات ضمنيا كالجهاد في سبيل الله حتى يبين أن الإسلام دين السماحة ، وهناك قسم اتخذ وسيلة مضادة لما ذكرناه، وهي جعل الدين الإسلامي دين الجمود الذي لا يراعي الزمان والمكان، مع وجود هوس التحريم الفقهي بجمود وتعصب لمسائل هي في حقيقتها مسائل خلافية لا إنكار فيها، وهو بهذه الصورة يعرض الإسلام بصورة معينة يلزم فيها الغير بأنك لن تكون مسلما إلا بذلك، وهناك قسم جعل الإسلام دين الرهبانية الذي لا يعرف الفسحة، مع العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليعلم يهود أن في ديننا فسحة وأني بعثت بالحنفية السمحة" وهذا ما يستنبط منه ضرورة تحسين صورة الإسلام في نظر غير المسلمين، ولا يعني كل ذلك أن نتنازل عن تشريعات ديننا، إنما أن نعرف كيف نخاطب الناس على قدر عقولهم وأن نعرف أن لكل مقام مقال وأن لكل حادث حديث، وأن نعرضه ونبين سماحته و حكمه الخفية لإقناع الغير بأن ديننا هو الحق وأن ما عداه باطل وأنه دين الوسطية الصالح لكل زمان ومكان، "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، ولم يكذب أحد المستشرقين عندما قال:"إن الإسلام دين لا يفهمه أصحابه".


وفقكم الله لنصرة دينه :)