الأحد، 13 يونيو 2010

قدر الحكام العرب أن يتفرجوا..!


لم يقل هذه الكلمة أحد المسلمين ، إنما قالها أحد الألمان مستهزئا بموقف الحكام العرب تجاه القضية الفلسطينية ، سألني شخص قائلا: ما هو السبب الرئيسي الذي جعل إسرائيل تستخف بكل هذه الدول العربية و الإسلامية؟ هل لأن أمريكا وراء إسرائيل؟ فقلت إن هذا السبب سبب ثانوي أما السبب الرئيسي فهو أن الشخص لا يستخف بغيره حتى لو كان ضعيفا إلا إن "ضمن ولائه" ، وهم قد ضمنوا ولاء وبراء الحكام العرب لحزب الشيطان ، وبالطبع فإن ضمان ولاء الدولة يكفي بضمان ولاء حاكمها ، لأن القوة العسكرية رهن إشارته لا إشارة شعبه ، ثم سألني قائلا: الناس هم من اختار هؤلاء؟ فضحكت من جهله بالحقائق التاريخية والواقعية ، ومع ذلك لم ألمه فإن التاريخ مزيف كل صاغه على هواه!! فقلت له: إن تمعنت بأغلب تاريخ الدول العربية الحديثة فستجد أن نشأتها كانت تحت إشراف أحد قيادات حزب الشيطان الثلاثي"أمريكا-بريطانيا-فرنسا" ، ثم سألني مستغربا عن موقف الدولة السعودية والمصرية تجاه حصار غزة وما تلاها من أحداث تنتهي بقافلة الحرية؟!

فقلت له: (( ما زلت أستحمق من يستغرب موقف الدولة السعودية المتخاذلة -حكومة لا شعبا- تجاه القضية الفلسطينية ، إن خيانة حكامها المعاصرين ما هي إلا امتدادا لخيانة تاريخية قام بها أبوهم عبدالعزيز آل سعود قبل ما يقارب القرن بتحالفه مع بريطانيا وذلك أثناء لجوء هذه الأسرة للكويت بعد سقوط الدولة السعودية الثانية ، فخان الله ورسوله وذلك على منوال زميله مبارك الصباح الذي سبقه في خيانة الله ورسوله سنة 1899 ، بل وعلى لسان طلال آل سعود في قناة الجزيرة أن مؤسس الدولة أبوه عبدالعزيز كان يستلم راتب خيالي من بريطانيا ، وهل كانت تعطيه الراتب لوسامته مثلا؟! ثم تابعت وقلت: إن أسوء موقف دولي من غزة هو موقف السعودية ، وأن علينا ألا نستغرب من مواقف حكامهم ، فما دعوتهم لمبادرة السلام في 2002 وتمسكهم بها حتى بعد أحداث قافلة الحرية إلا إتماما لعهد خيانة أبوهم ، وأما موقف الكويت "المحافظة 14 للسعودية" فإن موقفها كحكومة موقف فكاهي يقوم على فكرة "مع الخيل يا شقرا" ، فبعد أن تم التصويت في الكويت قبل أيام على الانسحاب من مبادرة السلام ووجد شبه إجماع على ذلك ، أتى اتصال من طويل العمر في السعودية بالالتزام بالمبادرة ، فما كان من الحكومة الكويتية إلا التصريح بأن التصويت غير ملزم للحكومة ، والغريب أن الإعلام السعودي أصدر تصريحات بتمسك الكويت بالمبادرة قبل أن تصدر الكويت تأكيد تمسكها بالمبادرة .. وأما مصر فإن موقف حصني في سد معبر رفح كافي ، فما الغرابة بوقوفه مع اسرائيل ضدنا؟! إن الحقائق التاريخية والواقعية تؤكد أن تخاذل الحكومة السعودية والمصرية والكويتية هو السيناريو الطبيعي المنسجم مع سلسلة التاريخ..!))

إن أهم ما في قضية حصار غزة وما تلاها من أحداث انتهت بقافلة الحرية أنها أجلت للشعوب فعلا حقيقة حكامها ، فقد علموا أن حكامهم هم عبارة عن مخلوقات لا تحمل قضية غير قضية كرسيها فهم لا يعترفون حقيقة بقضية تسمى قضية الإسلام ، وتعلم الكثير من الناس أن هؤلاء الحكام لا بد أن يخلعوا بيوم من الأيام ، وتكوُّن هذا المستوى الفكري في عقول عوام الناس هو في حقيقته قطع لأشواط كبيرة في بناء أفكار إسلامية حقيقية تحتم عليهم أن يقولوا أن القضية هي قضية الإسلام وسنخلع كل من لا يجعل نصب عينيه هذه القضية..!

إن الحكام العرب في مأزق خطير ، فإسرائيل "قد زادت الطين بلة" مع أحداث قافلة الحرية ، والشعوب العربية تنتظر ثورتهم ، فما العمل؟! ، بعضهم يدعون أنهم يدعمون قضية غزة بدليل أنهم قدموا مساعدات وعقدوا مؤتمرات وأرسلوا طائرات ، ولا يصدق ما قالوه إلا أحمق ، ففي حقيقة الأمر ما هذه المواقف إلا مظاهر لإسكات الشعوب الثائرة ، ومما يجلي ذلك التناقضات في مواقفهم ، فمثلا رئيس قطر أصدر تصريحات وقدم مساعدات وما زالت السفارة الإسرائيلية شامخة في قطر؟! أهكذا يتم الضحك على الذقون؟!! وبعضهم ترك النفاق وآثر أن يكون "صفرا على الشمال" كالإمارات وعمان وتونس وغيرهم كثير..

إن التاريخ سيلعن الخونة من حكام العرب ، وسيكتب التاريخ الوقفة الشريفة لرجب أردوغان ووقوف بوليفيا وفنزويلاا ونيكراقوا وغيرهم مع المسلمين ، وتفرج حكام العرب على تقتيل المسلمين وهتك أعراضهم وسفك حرماتهم، وسيكتب التاريخ "سفر العار العربي" وهو أنه بزمن من الأزمان حمل كفار قضية المسلمين بينما تفرج عليها حكام العرب الكومبارس..!

الاثنين، 17 مايو 2010

النابلسي

شوفوا مقطع الفيديو الله يصلحنا و يصلحكم :)

إذا ما اشتغل الفيديو فهذا رابطه على اليوتيوب:-

http://www.youtube.com/watch?v=3Wqb8ijPoFo

أقول: أساليب الوعاظ متنوعة .. فهناك من يجذب بالصراخ والبكاء بمحتوى فارغ "وما أكثرهم" ، وهناك من لديه محتوى جيد وأسلوب ممل ، وعن نفسي فإنني لم أعد أحب الوعظ لأن أذني تمرض من سماع الوعظ السطحي "السمج" .. وقلما أجد من تتلقف أذني كلامه .. ومن أراد شيخ الوعاظ فعليه بالشيخ محمد راتب النابلسي .. فهو من الذين يجمعون بين قوة المحتوى ورقة الأسلوب .. والموعظة لن تثمر إلا إن غزت القلب والعقل بآن واحد ..

موقع الشيخ محمد راتب النابلسي:-

http://www.nabulsi.com/

انقطاعي بسبب اختبارات الفاينل .. دعواتكم :)

الأحد، 18 أبريل 2010

الملابس الداخلية في تونس

نزع حجاب امرأة مسلمة في تونس


كتب في جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 17-4-2010 في الصفحة الأخيرة تحت عنوان:"تونسيات قدمن أول عرض أزياء عربي للملابس الداخلية" وذكر ما نصه:"شارك في العرض 10 شابات جامعيات من تونس"23عاما" – وقدمت العارضات آخر التصاميم العالمية للملابس النسائية الداخلية وملابس السباحة والنوم – وقالت نزيهة نمري مصممة الأزياء (أن هذه أول مرة في تونس والمنطقة العربية التي يتم فيها تنظيم عرض علني للملابس الداخلية ، تقدمه عارضات عربيات مسلمات".انتهى
عذرا على هذا النقل المقزز .. لكننا لن نكون كبني إسرائيل..! .. هؤلاء الذين قال الله عنهم: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" .. لن نكون كذلك أبدا .. سنسخر دمائنا لخدمة قضية الإسلام .. لن نصمت ونحن نرى خيمة الإسلام تستباح من أهل الكفر .. ونرى الحرب الضروس على أخلاق المسلمين .. وإننا لن نستهدف هؤلاء العارضات .. فما هم إلا ضحيات تم استخدامهم ضمن خطة هدم الإسلام .. في دول حكمها الاحتلال ولم يخرج إلا بعد وضع حكام عملاء ..!
إن تونس تاريخيا من الدول الإسلامية العريقة ، والتي تميزت بالعلم وكان لها دور كبير بالفتوحات الإسلامية ، ونسبة المسلمين فيها الآن تصل إلى 98% ، ولكن لما ضعف حال المسلمين احتلت فرنسا تونس سنة 1881 ، وشنت حملات تغريبة على المنهج الإسلامي .. واشترت أذنابا يدعون أنهم مسلمون وفي قلوبهم كفر فرعون .. وجعلتهم يشنون حروبا على "الحجاب والنظام الإسلامي" وهذا سيناريو معروف بتداوله عند العملاء في شتى بلاد الإسلام باعتبارهم مخلفات للغزو الفكري.
إن الرئيس التونسي السابق هو أبورقيبة .. وهو من أشد المنكلين بالإسلام .. وجاء بعده الرئيس التونسي الحالي المنافق المسمى بزين العابدين .. وهو امتداد للمنافق أبورقيبة الذي نافح من أجل منع ارتداء الحجاب .. حتى صارت الشرطة الآن تخلع الحجاب من المسلمات بالقوة .. ويمنعونهن من العمل والدراسة .. يسعون إلى انحطاط لا حد له .. موجات فساد عارمة تجتاح المسلمين في تونس .. تجتاح دينهم ومنازلهم وأبنائهم وبناتهم وأعراضهم .. إن تونس لم تعد دولة إسلامية البتة..! .. أما التونسيون فهم أخوة لنا في الدين .. "ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" .. ولا بد للمسلم حتى يستكمل إيمانه أن يطلع على أحوال المسلمين في بقية الدول ويبذل ما بوسعه من أجلهم .. لا بد أن يتم الخروج من سياج الوطنية الضيق .. هذا السياج الذي فرضه المحتلون حتى جعلوا المسلم لا يهتم بحال المسلمين إن لم يكونوا من دولته ..!
حرب تدبر ليل نهار على المسلمين وهم نائمون ..! فما العمل؟! لم يعد من سبيل غير العمل الحركي المنظم الذي يهدف لدولة إسلامية تقود البشرية من جديد وتستأنف حياة إسلامية صحيحة .. كل ما عدى ذلك لعب أطفال..! إلى متى سنكتفي بالحديث وعدونا يتقدم علينا في كل شيء؟! إن حالنا كمن صفع كفا على وجهه ثم قام بدفع يد صافعه الذي استلذ الصفع فعاوده لأنه لم ير سيفا يستأصل رقبته التي بين منكبيه..؟! إنني مبلغ فهل أنتم سامعون..؟!

الجمعة، 9 أبريل 2010

تبا لمن أراد تولية المرأة القضاء..!


إن من حق كل شخص أن يصدر فتوى شرعية بشرط استيفاء الشروط التي وضعها الأصوليون ، والاعتداء على التخصصات حماقة لا تغتفر ، ولا ينتشر هذا الداء إلا في الأمم الفاشلة التي لا تتقن إلا التحدث بكل شيء ، إن العاقل لا يقبل رأيا طبيا من مهندس ولا رأيا قانونيا من مقاول ، فلماذا يتم قبول الرأي الفقهي من الرعاع والسوقة؟! كيف يمكن لعاقل أن يقبل الاستماع لمتطاول يتحدث عن قضايا من كبريات الفقه الإسلامي ولو حققنا معه في باب الطهارة لاشتعل الرأس شيبا! قبل فترة خرج لنا عضو مجلس أمة ومعه زمرة من أمثاله وقالوا أنه ((لا مانع من تولية المرأة القضاء)) .. مستخدمين مطرقة المساواة في الحقوق .. هذه المطرقة المستهلكة التي لا تولج مسمارا إلا في الأدمغة الهشة كأدمغتهم .. ونحن كنا وما زلنا نرفع أقلامنا القادرة على هدم الجبال عن هدم الرويبضات .. لأننا إنما أعددناها لأكبر من ذلك ، لكن أن يتحول الأمر إلى ما تعم به البلوى فإن من الواجبات علينا أن ننزل رأينا في الساحة حتى ندحر هذا وأمثاله من المتطاولين الذين يحتاجون درة عمرية على رأسهم تفقدهم عقولهم التي لا يعقلون بها.

إن لكل من الرجل والمرأة وظائف مختلفة فمن السذاجة أن نجمع بين النقيضين ، هذا كل ما في الأمر إجمالا ، وإننا نرى أن مسألة تولي المرأة القضاء من المسائل الممنوعة بداهة ، لكن البداهة قضية نسبية بين البشر ، فمنتكس العقل لا يملك هذا الحس ، ولذلك فإن حديثي هنا قد يستغني عنه سليم العقل لأنني إنما أعددته دواء لسقيم العقل ..

إن مسألة تولي المرأة للقضاء قد حسمت .. والأدلة النقلية أكدت ذلك ، كآية "الرجال قوامون على النساء" ، و كحديث النبي عليه الصلاة والسلام:"لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة" ، وهذا ما سار عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقر عليه عمل الأمة ، ونقل البعض الإجماع على تحريم تولية المرأة القضاء ، واتفقت المذاهب على حرمة تولية المرأة القضاء ، وسيخرج لنا الآن بعض مدعين التفقه ليقولوا أن أبوحنيفة أجاز تولية المرأة القضاء ، والحق الذي ينقله الكثير من المحققين أن الحنفية إنما يحرمون تولية المرأة القضاء ، لكن إن قضت وكان القضاء صحيحا فإنه ينفذ في غير القود والقصاص ، وهذه التفرقة عسيرة على من لم يتفقه لأنه يستغرب كيفية حرمة تولية المرأة القضاء مع صحة حكمها إن حكمت في غير القود والقصاص ، أو بعبارة أخرى لا يعرف الفرق بين المنع والنفاذ ، "وما علي إذا لم تفهم البقر؟!" ، وإن كان القول بالجواز لا النفاذ استنادا لرأي الحنفية مشكوك به فمن أجاز تولية المرأة القضاء؟! إن الباحث عن ذلك في التاريخ لن يجد إلا أسماء معدودة كالمنقول عن ابن حزم أو الطبري ، ونسبة هذا القول للطبري نفاها المحققون ، وحتى لو ثبتت هذه الأقوال عنهم فإن التكييف الأصولي لهذه الأقوال هو باعتبارها أقولا شاذة لاصطدامها مع الأدلة النقلية أو لمعارضتها للإجماع العملي الذي استقر عليه عمل الأمة ، وأما الفقهاء المعاصرون فقد أجاز بعضهم ذلك ، ومنهم الكثير من علماء الأزهر ، والأزهر صار مظنة للطعن بالرأي ، ذلك أننا لا نعترف بأي سلطة تستمد سلطانها من السلطان الزائل ، حتى هيئة كبار العلماء لم نعد نعترف فيها خصوصا بعد قضية الاختلاط..!

قد تطرح شبهة أن المرأة قد تكون أعلم من الرجل فلماذا لا تقضي إن كانت كذلك؟ إن عائشة -رضي الله عنها كمثال- أعلم من الكثير من القضاة فلماذا لم تقضي؟ يجاب عن ذلك بأن الشريعة إنما تواجه الأحكام على وضعها الغالب لا الاستثنائي ، ولذلك فإن الشريعة تحرم ما غلب فيه الضرر حتى لو كان به بعض النفع ، تماما كتحريم الخمر مع وجود بعض المنافع له ، ودفع المضرة المؤكدة في تولية المرأة القضاء أولى من جلب المنفعة البعيدة من توليتها القضاء ، وأما عن شبهة قياس القضاء على الإفتاء فهو قياس أعوج لا يفهمه إلا عقل أعوج ، إن القضاء به إلزام وأما الاجتهاد بالفتوى فليس به إلزام ، إن الأمور تفترق عن بعضها لكن الجهال يضعون الأمور بمشكاة واحدة ، وهل نتصور أن هذا القياس إن صح سيفوت على الفقهاء الجهابذ؟! هذا إضافة إلى أن القضاء به اختلاط ومطالعة أحوال وعدم قرار ولا سكون وهو ما لا ينسجم مع طبيعة المرأة ، والإسلام إنما يحيط المرأة بأكبر الضمانات التي تصونها ، هذا كله علاوة على الناحية الفسيولوجية للمرأة التي قد تدهور مرفق القضاء ، هذا المرفق الذي إن هدم هدمت الدولة ، ولذلك أحاطته الشريعة بضمانات كثيرة على رأسها الذكورة.

دعونا نتحدث عن تكوين النفس البشرية .. إن الرجل يغلب عاطفته والمرأة تغلبها عاطفتها .. فطرة أودعها الله لهما .. ليست مدحا ولا ذما .. إنما تكاملا تحتاجه الحياة لقيامها .. إننا لا نتصور الحياة حزما دائما ولا رخاوة دائمة .. إنما نتصورها باعتدال بين النقيضين .. والعاطفة تعبير عن المرأة .. أخبروني يا من أردتم تولية المرأة القضاء: كيف ستقضي المرأة على الجاني إن ترجاها ورأت الدموع تنساب من وجهه؟ وكيف ستحكم بتعويض على من يشكوا لها ضعفه ومرضه؟ إن تحمل مثل هذا الأمر عسير على غلاظ الرجال فكيف بالمرأة؟ إننا نعلم أن الأم توبخ ابنها المظلوم إذا بكى أخوه الظالم وسبقه بالشكوى .. إننا لا نتحدث يا أفاضل عن خيال إنما عن واقع .. ولذلك فإن القول بتولية المرأة القضاء هو تعبير عن نزع فطرة العاطفة عند المرأة .. فلتخرص أفواه تناقض الفطرة التي أودعها الله فيهن .. ولا تبديل لخلق الله..! وستبقى السنة الكونية مرفرفة .. "ليس الذكر كالأنثى" .. فتبا لمن ساوى الرجال بها أو ساواها بالرجال..!

السبت، 20 مارس 2010

أمي .. سيدة سيذكرها التاريخ..!



مهلا أيها القارئ الكريم..! فإنني عندما أتحدث عن أمي فلست كأي أحد يتحدث عن أمه .. إنني إذ أتحدث عنها فإنني أتذكر جلالة خديجة وعلم عائشة وحكمة بلقيس وتضحية الخنساء وعفة مريم وإيمان امرأة فرعون .. وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام:"كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع.." وإن كان لهن خامسة فهي أمي ، ولست أمتدحها من قبيل المجاملة أو من باب حب الابن لأمه .. كلا .. إنني أتحدث عنها بصوت عال لتكون قدوة لنساء المجتمع ، إنها من اللواتي إن رأتها العين فلن يجد اللسان حولا إلا بأن يصدع قائلا :"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..


وإنني ها هنا لست بصدد الحديث عن ترجمة لامرأة يتم ذكرها في كتب التراجم بل إنني بصدد الحديث عن ظاهرة تاريخية لو كان ابن كثير حيا فلن يسعه إلا أن يذكرها في تاريخه ، ولو كنت وزير تربية فلن يسعني إلا أن أقر مادة ارفع لها عنوانا هو اسم أمي ، تدرس في كل المدارس لترقى بالطلاب والطالبات إلى أعلى عليين ، قد تظنوني مبالغا أو منحازا أو متعصبا إلا أن ذلك ظن وهو لا يغني عن الحق شيئا ، ثم إنني لم أستطع أن أتنصل تجاه الحقائق وقد أمرني الله بالعدل والإنصاف ، ولذلك اسمعوا مني الحديث بإيجاز عن مظاهر العظمة في هذه الظاهرة التاريخية .. فإن الحديث هنا يكتب بماء الذهب..

أمي التربوية

ها أنا أعود معكم بذاكرتي إلى مرحلة طفولتي .. إلى مرحلة كان يتم فيها إعدادي لخطب جلل لا أعلم شأنه .. ولست أعلم لماذا كنت أنام تارة على قصة صبر خباب وآل ياسر وبلال .. وتارة على ثبات الصديق وقوة عمر و جهاد خالد ، بينما كان غيري ينام على نوادر جحا .. كان ذلك الإعداد ترسيخا لمبادئ الصراع بين الكفر والإيمان .. وقد أكون غير مدرك -آن ذاك- لهذه الحقائق جيدا إلا أنني كنت أفهم حقيقة وجود الصراع ، مع ترسخ فلسفة القيم التي يدرك فيها الصغير القبيح من الحسن بفطرته السليمة ، حتى إنني أخذت دور "رئيس الحسبة" وأنكرت المنكر لما سافرنا إلى أحد الدول العربية التي تزيد فيها مظاهر الفجور والانحلال ، أتحدث عن ذلك وأنا ابن سبع سنوات ، فمن أين أتاني هذا المنصب؟! إنها التربية الجسورة..! إنها التربية التي تمكننا اليوم أن نجهر بما نؤمن به دون الالتفات لأحد .. ولا أحد ..!

كنت في مرحلة التنشئة أريد الخروج والتأخر بالرجوع فكانت توبخني وكنت أستنكر خوفها علي ، فكانت تستدرك على ذلك بأنها ليست خائفة ثم تقول:"لو فتح باب الجهاد فإن أول من سأزج بهم لنصرة دين محمد هم أبنائي" ، هكذا تكون التربية يا سادة ، فتعسا لأمهات ربت أبنائها على الدعة والترف..!

الهيبة والأنفة والعزة والشمم والترقي والتعلي والرفعة والشهامة والكرامة والسخاء والعطاء والبذل والتضحية والشجاعة معان كنا نشربها كما نشرب الماء الزلال .. نتغذى بها على يد أمنا حتى غدونا سادة يعلون ولا يعلى عليهم .. فشكرا لك يا فاضلة..

أخذت أنا محدثكم دروعا كثيرة لا أحسب لها قيمة .. بل إن أكثرها قد استلمته بواسطة معارفي دون الذهاب للتكريم ، ذلك أنني لا أحبذ المظاهر والشكليات .. وشغف التكريم يغرى النفس الوضيعة وحسب .. وأما النفس العالية الشماء فقد خلقت رفيعة فليست بحاجة إلى ما يرفعها .. وعلى كل حال فإن هناك درعا واحدا أراه -على بساطة شكله- شامخا بين الدروع .. إنه الدرع الذي أهدتني إياه أمي منذ ما يقارب عشر سنوات بعد رجوعي من إحدى الدورات العلمية المكثفة ..




الدرع الثمين

.

.

أمي الداعية


حدثتني جدتي من جهة الأب أن أمي في بداية زواجها من أبي كانت تقيم في المنزل حلقات دعوية ، فكانت جدتي تستغرب مع بعض الاستنكار كيفية دخول حلقات الدعوة بعض النساء السافرات الكاشفات -ذلك أن بيئتنا جمعت غيرة العرب بصورتها العنجهية علاوة على أنها بيئة محافظة- ، فكانت جدتي تفصح هذا الاستنكار لأمي ، فترد عليها أمي بثقة ويقين:"تمهلي وسترين..!" فقط ولم تزد على ذلك .. وتمر أيام معدودة في اليدين .. وتخرج السافرات متحجبات يحملن راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" .. حدث ذلك ووالدتي لم تتعد المرحلة الجامعية..! وتمر الأعوام .. وها هي أمي تقود موكبا من مواكب الدعوة يضم صغيرات وشابات وعجائز .. يجاهدن في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم..! .."ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"

إن الغريب أن والدتي جمعت خصلتي السماحة والهيبة بآن واحد .. أتعجب عندما أرى اللغو يزيد عند بعض الأقارب .. وفجأة تدخل والدتي السمحة المهيبة فينضبط الجو العام .. وكأن على رؤوسهم الطير..!

تخرجت والدتي من كلية الحقوق .. فأين تعمل؟ إنها تبحث عن أفضل وسيلة دعوية لا أكثر عائد مادي .. فوقع الاختيار على مهنة تدريس التربية الإسلامية .. وها هي والدتي تعمل بمهنة التدريس وترفض أن تصبح وكيلة أو ناظرة لسبب واحد هو الدعوة .. وقد باشرت لفترة وجيزة إكمال ماجستير القانون فارتأت ترك ذلك لهدف واحد هو الدعوة .. إنها تحسب الأمور بغير ميزان الدنيا..! فما معنى الشهادة أمام توقف العمل الدعوي؟! هكذا حسبت الأمور .. إن الشهادات الدراسية قد يحملها من هب ودب .. على خلاف حمل راية الدعوة .. إن مدرستها لم تعد مدرسة نظامية بل جمعية دعوية .. فلم تر بدا في ترك إكمال الدراسة من أجل هذه الجمعية الدعوية .. فكرت بالتقاعد فرأت ذلك نكوصا عن الدعوة لا عن المهنة .. ذلك أن القضية قضية مبدأ لا مجرد مهنة..! فهي على أتم استعداد أن تكمل التدريس حتى بدون راتب.. وأما عن التصدي للحلقات الدعوية والمؤتمرات النسائية والدروس العلمية فهذا تصنيف طويل لا يسع له المقام .. وأجد قلمي عاجزا عن وصف جهاد في الدعوة يمنعها من النوم إلا سِنة -بالكسر- تأخذها..


أمي الدبلوماسية

تميزت والدتي بالحنكة الدبلوماسية التي لو امتلكها رئيس دولة لقاد البشرية جمعاء .. إنها تتصرف مع البشر من خلال خطة مدروسة .. فليس للتصرفات العابثة عندها مكان .. حدثتني عن إشكالية حصلت لها في المدرسة .. ملخصها أن قسم اللغة العربية في المدرسة قد علق لوحات بها أحاديث ونصائح .. ثم نُزعت اللوحات .. فقامت إحدى عاملات النظافة برمي اللوحات في الخارج .. فقامت والدتي بأمرها أن ترجع اللوحات مع تعليقها عند قسم التربية الإسلامية بدلا من رميها في القمامة .. ولما علمت إحدى مدرسات العربي الشابات بذلك غضبت وظنت أن والدتي أرادت أن تنسب العمل لها .. ووصل العتاب لوالدتي فذهبت واعتذرت عن سوء الفهم أمام مدرسات قسم العربي .. فكان أن وجدت ردودا سيئة من بعض المدرسات .. فذهبت والدتي إلى أفضل محلات الحلويات وجلبت ما لذ وطاب .. ثم أرسلته لقسم اللغة العربية مع اعتذار .. فما الذي حصل لمدرسات العربي؟! هرعن إلى قسم والدتي وطفقن يبكين ويعتذرن عن سوء خلقهن ويقبلن الجبين..!

سأتوقف هنا يا سادة .. فإنني لو تابعت السرد عن والدتي لصنفت مجلدات تعد من أمهات الكتب .. وسأكتب في المستقبل -إن شاء الله- كتابا عن "أمي التي عرفت".. هذه التي جمعت من الخصال الحسنة ما تفرق على غيرها .. ولو وزع إحداها على بشر لعد من العظماء..! إنه الكمال البشري الذي لا يقبل التكرار..!


شكرا لك يا ابنة الأكارم .. يا سليلة بني تميم :)

وتحياتي لوالدتي ولكم :)

الأربعاء، 24 فبراير 2010

من كناشتي3

تطلق كلمة الكناشة على "دفتر تسجل فيه شوارد متنوعة" أشعار ، مذكرات ، أحداث ، انتقادات ، أفكار..إلخ ، وقد خصصت قسما من مدونتي رفعت له اسما هو "من كناشتي" ، وكل جزء منه منفصل عن الآخر ، بل إن الجزء الواحد متنوع ومنفصل عن بعضه.. وليس هناك تسلسل أفكار بين الأجزاء .. وها نحن في الجزء الثالث من الكناشة..

1- غيرت موقفي تجاه الروايات



أثناء صغري كنت أحب الروايات .. ثم إنني بعد ذلك هجرتها .. وأحمد الله أني روضت نفسي على قراءة ما أنتفع به لا ما أستمتع به .. حتى أني حملت معي أثناء سفري لشرق آسيا كتاب البداية والنهاية .. في وقت كان المثقفون من حولي يحملون كتب الشيخ علي الطنطاوي .. لأنني أميل إلى القراءة في العلوم الشرعية البحتة .. وقبيل فترة بسيطة لاحظت أنني عندما أتحدث عن قضايا الفكر فإنني لا أسمح لذرة من الأحاسيس أن تدخل فيها .. وأساليب الحوار كثيرا ما تتشكل على حسب قراءة الشخص .. فإن أردت أن أقنع شخصا بفكرتي فإنني أعرضها كفكرة مجردة دون أن أستخدم معها أي محفزات للأحاسيس ..أغلب المحاور وأفحمه نعم .. إلا أن احتمال امتثاله فكرتي ضئيل جدا بسبب عدم استخدامي المحفزات الشعورية .. وقد أيقنت مؤخرا أنني إذا أردت أن أخاطب البشر فإن علي أن أستهدف العقل والمشاعر بآن واحد لأن البشر يتكونون من عقل وروح .. ولا يمكن لفكرة أن تنتصر بفقد أحد الأمرين .. وقد تجد من هو مقتنع بالإسلام في عقله إلا أن مشاعره ليست إسلامية .. وهنا مكمن ضعف الإيمان .. ثم إنه يندر جدا أن يوجد شخص عقلاني مطلقا .. وحتى لو ادعى ذلك فإن في قلبه ثغرة إن تفرست بها أمكنك أن تغزوه من خلالها لتحقق السيطرة على أحاسيسه ، ومن ثم يمكن لك حتى أن تلعب بعقله..!

وبعد أن روضت نفسي على قراءة النافع وأدركت عدم جدوى الصلابة في الطرح عدت أدراجي أقرأ بعض الروايات حتى تتضح معالمها في أسلوبي بعد أن أخبرني أحد الأصدقاء عن روعة روايات المنفلوطي الذي كنت أسمع عنه ولم أقرأ له .. واشتريت رواية "ماجدولين" .. وقد استمتعت بها أيما استمتاع .. بالرغم من أنها تمثل مأساة عاطفية .. مأساة حب قد امتزجت بمشاعر فاضلة .. كفيلة وحدها بتهذيب مشاعر الإنسان .. وبعد إتمامها طفقت ذاهبا إلى مكتبة جرير لأشتري روايات المنفلوطي .. وقد أحسن صديقي بإخباري عن وجود كتاب واحد جمع كل أعمال المنفلوطي .. وقد قرأت له من كتابه الكامل رواية "الفضيلة" ثم رواية "الشاعر" ، وهذه الروايات تغرس مفاهيم الحب العفيف والكرامة والعزة والشهامة والتضحية بآن واحد ، وما أمس حاجة شبابنا الذي ولع بالروايات التافهة أن يقرأ مثل هذه الروايات الراقية ، وعلاوة على ذلك فإن القارئ سيستفيد من الأسلوب الأدبي البديع الذي تميز به المنفلوطي .. وفي الحقيقة إنني أغبط من لم يقرأ هذه الروايات .. فإن بيده متعة قد فرغت منها.. ولذلك سأعطي الروايات جزء صغيرا من الإطلاع خاصة في فترات النقاهة.. ولا أنصح بالتوسع في ذلك


2-صفاة الغانم .. تلكم الشركة المستهترة

إن الشركة في البلاد العربية إن وصلت إلى مرحلة كبيرة من القوة فإنها غالبا ما تستهتر بالزبائن ، فهي ترى أنها قوية لا تتأثر بنقده ، علاوة على أن الزبون العربي يجهل السياسات الاقتصادية ، ففي أمريكا -مثلا- عندما تم رفع أسعار الخبز قام الشعب بمقاطعة شراء الخبز لأيام ، ثم اضطرت الشركة إلى إرجاع الأسعار إلى ما كانت عليه ، أما شعوبنا فهي شعوب قليلة الوعي لا تعرف أن تتعامل مع هؤلاء المستهترين وترجعهم إلى جادة الصواب..!
إن من أعظم هؤلاء المستهترين بالكويت شركة صفاة الغانم .. واسمعوا إلى ما حدث لي شخصيا .. كنت أبحث عن أثاث للمنزل إلى أن استقر الرأي على أثاث من صفاة الغانم ودفعت لهم المبلغ ، وقمت بتجهيز الغرفة بما يتسق مع الأثاث ، واتصلت على الشركة للقيام بتوصيل الأثاث وأخذت منهم موعدا محددا للتوصيل ، وجاء اليوم المحدد وأتت معه الطامة ، فقد قالوا لي بكل وقاحة: إن الأثاث الذي اشتريته ليس موجودا فتعال لأخذ أموالك أو أخذ بديل عن الأثاث .. ودون أي اعتذار ، وقد بحثت عن أثاث بديل ووجدت بديلا عندهم ، وسألت الموظف عن وجود الأثاث فأخبرني أنه موجود بعد أن أخذت منه الأيمان المغلظة .. ثم أتت الطامة الكبرى مرة أخرى .. فإن الأثاث البديل أيضا غير موجود .. وأردت أن أتخذ الإجراءات القانونية معهم .. إلا أن هناك إجراءات طويلة عند حماية المستهلك وأنا ليس لدي وقت لاتخاذها .. فلا بد من إعلان الأطراف ثم سماع أقوالهم ، والشركة لا يمكنها التنفيذ العيني لأن الأثاث ليس موجود أصلا .. ولذلك تحول الإشكالية للنيابة وهي تقرر التعويض التافه بعد إثبات الضرر وهلم جرا .. ولذلك اضطررت لأخذ نقودي لعدم وجود أي بديل ، ثم قدمت شكوى لهم فلم أجد الرد المناسب .. واستفسرت من بعض الموظفين فتبين لي أن هذه الإشكاليات قد تكررت كثيرا .. وقد تبين لي من بعض الأصدقاء حصول مثل هذه الإشكاليات لهم شخصيا .. ولكن لماذا كل هذا الاستهتار؟!! الجواب: لأن الشركة قد تجبرت ، وعليها أن تأخذ الرد المناسب وراء هذا الاستهتار..!
وقد أخذت على نفسي عهدا أن أُشهر بهم حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر :)

3-هلا فبراير أم هلا معاصي..!


إن شهر فبراير يذكره أهل الكويت بكل خير لأنه شهر جمع يومي التحرير والاستقلال ، وهم بدلا من أن يشكروا ربهم نجدهم يقيمون المهرجانات الغنائية المبتذلة في هذا الشهر .. حتى إذا ما جاء العيد الوطني في نهايات الشهر خُلعت أثواب الحياء والعفة .. فنجد من مظاهر الفسق في يومين ما الله به عليم .. وتحت مبررات الفرحة والعيد .. أهكذا يُشكر الرب يا أهل الكويت..؟! نأمل من العضو محمد هايف المطيري أن يضربهم بيد من حديد :)


4-بياع الخبل عباته

إن ازدياد حرارة الجو مؤشر خطير من مؤشرات تدهور البيئة .. وعلى قدر ازدياد البشر تزداد الأضرار بالبيئة ، وذلك لأن المصانع والسيارات وكل ما تدخلت فيه اليد البشرية في ازدياد مضطرد مع ازدياد البشر .. وقد تنبه المجتمع الدولي لخطورة المشاكل البيئية ولذلك تم تأسيس منظمات دولية كثيرة تسعى لحماية البيئة ولكن دون كبير جدوى.
إن حرارة الجو في الكويت بازدياد دائم خاصة في هذه السنة .. وقد بدأ الناس بلبس ثياب الصيف "وباعوا عباتهم" .. وقد قلت لأحد الذين باعوا عباتهم سيسمونك "خبل" فابتسم وقال: فلأكن خبلا .. وتفكرت فقلت: بعد الازياد الدائم في درجات الحرارة:هل سيأتي يوم يصبح فيه:"بياع الخبل عباته" هو الصاحي؟

رحمتك يا ألله .. إذا كان شهر 2 هكذا فماذا سنفعل في شهر 8 ؟!!


5-عزاء

خالص تعازينا للأخ طارق المطيري "صاحب مدونة الطارق" وإخوانه .. لوفاة والدهم "نافع" بعد صراع مع المرض .. وعزاءنا أن الأخ نافع من الدعاة الذين شهد العمل الخيري بدورهم الكبير .. وهو من العاملين بالخفاء .. وقد أتتنا أخبار أياديه البيضاء بعد وفاته .. وقد انطبق عليه قول الشاعر:
يخفي صنائعه والله يظهرها .. إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
ولا تنسوه من خالص دعائكم



6-من آخر ما قرأت

كتاب الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية: وهو من تأليف الشيخ عمر الأشقر ، وهذا الكتاب يتناول تعريف القوانين ، ثم يذكر أشهر القوانين تاريخيا ، ويذكر كيف دخلت القوانين الوضعية لديار المسلمين ، وما هو دور الغرب في ذلك ، وما هو موقف المسلم تجاه هذه القوانين؟ لأن أمر التحاكم من أمور العقيدة الأساسية وهو مما ليس لمسلم غنى عنه ، ثم يذكر فتاوى أهل العلم في ذلك ، والكتاب صغير الحجم "230 صفحة" ، ولا بد لكل مسلم ليس له موقف واضح تجاه القوانين الوضعية أن يقتني الكتاب ويطلع على ما فيه.

مع تحياتي .. المحامي

السبت، 13 فبراير 2010

من كناشتي2 "بوست الربيع"



أيها السادة الأكارم .. ها أنا أودع عطلة الربيع وأنا ممسك بزمامها .. أشده بحثا واطلاعا ومدارسة .. لا يشغلني عن ذلك إلا شيطان مارد .. اعتدت على كبحه فتجرع مرارة الذل مني .. فإن سلكت واديا سلك الآخر .. والعطلة كانت أقرب إلى الإثارة منها إلى الروتين .. وها أنا أسجل لكم فوائدا وأحداثا..



1-فلسفة الثروة:





إن التحدث عن الأهداف المستقبلية أحد أهم الوسائل التي تسهم في تحقيق الهدف ، ولذلك نجد أن كتاب السر الذي أحدث ضجة كبرى في أمريكا تدور كل فكرته على أن الشخص لا بد أن يتحدث ويعلن عن ما يريده وستتحقق له أهدافه -بإذن الله- ، وها أنا أعلن أنني أسعى جادا لتحقيق ثروة مالية ضخمة ، ولي في ذلك فلسفة خاصة تتركز بثلاثة نقاط:-
1- أن الإنسان بطبيعته يحب المال لأنه من زينة الحياة الدنيا كما وصفه القرآن ، ولذلك فإن الإسلام يأمر الشخص بأن يستزيد من المال ((إن كان كسبه حلالا ، ثم أعطى المال حقه ، وكان المال في يده لا في قلبه)) إذ أن الثراء له شروط شرعية ، وكم أتعجب من الذين يستغربون من أصحاب الاتجاه الإسلامي رغبتهم في جمع الثروة على الرغم من أن الإسلام حث على ذلك وقد كان أبوبكر تاجرا وكذا عبدالرحمن بن عوف لما قال للأنصاري"دلني على السوق" ثم حشر نفسه بين اليهود أغنى الناس مالا ودخل بينهم وصار تاجرا "تخيلوا أن مسلم يدخل بين مالك ستاربكس
وماركس بنسر" ، وبناء على ذلك فإنه يحق للمسلم أن تكون خيمته في زلمسي ودابته مايباخ وليس عليه في الدين من حرج ، وهذا لقمان الحكيم يوصي ابنه فيقول:"يا بني استغن بالكسب الحلال ، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه ، وضعف في عقله ، وذهاب مروءته" ، أليس الفقير عاجز عن إكرام ضيفه؟! ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم:"نعم المال الصالح للرجل الصالح" ، وقد تأملت في الذين يقولون أن المال ليس له قيمة فوجدتهم من الصنف "الكحيان" فدعه على كحينته وتوكل على الله.

2-أن الدول تتقلب أحوالها ، ألم يكن بعض الناس أسيادا في مقدمة عمرهم ثم انقلب حال دولتهم وصاروا خدما؟! "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، ألن تفكر ما سيحدث إن نضب النفط؟ أو تغير حال الدول؟ ولذلك قف مع نفسك وقفة وخذ من غناك إلى فقرك.

3-الفلسفة الثالثة في أهمية الثروة تتعلق بحملة الأهداف الإسلامية ، وأنا شخصيا هذه الفلسفة هي الدافع الأول لي لجمع الثروة ، إن الحكومات قد جعلت لقمة عيش شعوبها بيدها ولذلك تم استعباد المسلمين وقمعهم عن قول الحق تحت مبررات الرزق والخوف على الأبناء ، فصار الكثير يجبن عن قول الحق خوفا على رزقه .. ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعني ذلك بقوله:"الأبناء مجبنة في النفس" ، فكيف يمكن للمسلم أن يكون حرا في كلمته تجاه الظلم ثم يكون معتمدا في مأكله ومشربه على هؤلاء الظلمة..! كيف يعيش الحر ومن حمل المبادئ الإسلامية وكان مأكل أبنائه بيد الحكومات ، إن خطورة اعتماد أصحاب الحق على أصحاب الباطل خطر عظيم يصعب إدراكه إلا لمن دخل في تلك المعمعة ، ولذلك فإنني أدعوا أصحاب الأهداف الإسلامية إلى الاستزادة من المال حتى يتحسبوا لما لم يكن بالحسبان..!

*لكن انتبهوا إن الرزق كله بيد الله "يبسط لمن يشاء ويقدر" ، ووالله إن لم يقدر الله للمسلم الثراء فلن يصل له حتى لو أفنى نفسه ، ولذلك يكون المسلم مرتاح لأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها..

ولا يسعني أن أختم هذه الفلسفة إلا بقول حاتم الطائي لزوجته ماوية:

أماوي ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر
أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر



2-لن أسافر ما دمت حيا
لأول مرة في التاريخ تمر على أنا إجازة ولا أسافر فيها ، ولو قدر لكم فتح جواز ابن بطوطة لكانت أختام السفر على جوازه أقل مني :) ، وعلة عدم السفر راجعة إلى تعاقدنا مع عمال للقيام ببناء وترميم المنزل وقد وقع الدور علي بمتابعتهم ، وكان من قدر الله أن أكون في الكويت وحيدا فريدا والناس من حولي يتوافدون للدول الأخرى ، وكم هو شعور مؤسف :) ، إلا أن عدم سفري قد جلب لي منافع من حيث لا أحتسب .. فقد انهالت علي الصوايغ "الهدايا" من كل حدب وصوب ، وكانت أعظم صوغة هي البخور المحترم الذي جلبته لي والدتي العزيزة ، وهو على جودته العالية يكفي مؤنة لسنة كاملة للمبذر في استخدام البخور ، أما "الحزرة" فقد يكفيه ثلاث سنوات ، وبعد هذه الهدايا رفعت شعارا بكل يقين يقول "لن أسافر ما دمت حيا" :)





3-اللوز والزبيب
حكى لنا التاريخ قصة الإمام الشافعي لما سقطت عينه على كعب امرأة وضعف حفظه وشكى شيخه وكيع بذلك فدله على الحل ، حتى قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

وما سبق يتعلق بقوة الحفظ من الجانب الروحي ، إلا أن هناك جانب آخر وهو الجانب العلمي في تقوية الذاكرة ، وقد قرأت عدة دراسات حول ذلك إلى أن وصلت لمعلومة تقول:"إن بمقدور خليط من اللوز والزبيب أن ينهي مشكلة النسيان لدى الكثيرين" ، مع العلم أنه قد مر علي سابقا أن الزبيب يسمى طعام العلماء ، فما كان مني إلى أن أذهب للمحمصة الدولية في"الافينيوز" لأشتري لوز وزبيب وأفرغته بإناء زجاجي ليكون شكله كما في الصورة ، وأنصحكم بالزبيب الأسود.

وكل من أقدم له هذه الإناء صرت أقول له:"إن أردت أن تصبح عالما فعليك بالزبيب واللوز" وقد احدثت نقلة نوعية ونهضة علمية في الأوساط المحيطة -ولله الحمد- ، وكان الفضل لله ثم للوز والزبيب :)




4-القطة المسكينة

لا اعلم لماذا كل الأطفال والقطط ما إن يروني إلا ويهربوا مني ، مع أني لست دميما :) ، ولكن بعد سفر أهلي ولأول مرة أرى قطة منزلنا المسكينة -التي بالصورة- باتت وحيدة ليس لها "معزب" ، فأرغمت أن تأتي إلى باب غرفتي وتناديني لأفتح لها الباب وتجلس عندي ، ولسان حالها يقول:"العوض ولا القطيعة" " ، ثم استدركت عليها قائلا:"ومن لم يجد إلا القنوع تقنعا".



5-آخر ما قرأت:

كان من ثمرات عطلة الربيع تمكني من اعتزال الناس لأتفرغ

للعلم والثقافة ، وسأعرض لكم يا سادة بعضا من الكتب التي قرأتها:-
أ-دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين: وهو من تأليف الشيخ محمد الغزالي ، ويقع في 186 صفحة ، والكتاب يمثل قاعدة للثقافة تنطلق منها كل الأمة ، وقد بنى هذا الدستور على الاصول العشرين التي وضعها الإمام حسن البنا ، ويتميز الغزالي -من بد غيره- بأنه جمع العلم الشرعي البحت والفكر النافذ بآن واحد.
*يقول الغزالي في دستور الوحدة:"أن العقل مناط التكليف ، والذكاء أساس الوعي ، وأن الدين لا يمكل مع القصور في العقل والقلة في الذكاء ، وأنه لا بد من ملكات إنسانية رفيعة لكي تعرف الله وهديه وتفقه توجيهه ووحيه"

ب-ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: وهو من تأليف الشيخ أبي الحسن الندوي ، والكتاب يتميز بأنه يشحذ العقل والعاطفة بذات الوقت ، فالندوي تميز بعباراته الرنانة دون الإخلال بالعرض العلمي ، فالكتاب يصور للقارئ الجاهلية التي قبعت بها الأمم ، ثم يصور الرقي الذي وصل له المسلمون لما أمسكوا دفة قيادة البشرية ، ليؤكد حقيقة الخسران الذي حل بالبشرية لما انحط المسلمون وليقطع أن انحطاطهم ليس أثره عليهم وحسب ، بل على البشرية جمعاء.
*يقول سيد قطب عن هذا الكتاب:"هو من خير ما قرات في هذا الاتجاه ، سواء في القديم والحديث"
*كتب الدكتور محمد يوسف موسى على آخر هذا الكتاب في نسخته من كتاب الندوي:"إن قراءة هذا الكتاب فرض على كل مسلم يعمل لإعادة أمجاد الإسلام" وقال عنه أيضا:"لم أر كتابا حوى من الخير مثل هذا الكتاب"

ج-كتاب قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن: للشيخ نديم الجسر: لن أقول عنه إلا أنه من أفضل الكتب التي قرأتها في حياتي ، ويقع في 450 صفحة.




تحياتي .. المحامي

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

كيف نعرض الإسلام..؟!


إن الدين الذي يكون مصدره الشارع الحكيم هو دين كامل في جميع دقائقه ، إذ يكفي القول أنه دين إلهي ، وهذا ما يدعونا إلى أمرين:-
1- أن لا نخجل من عرض أي تشريع اسلامي.
2- أن نعرف كيف نعرض التشريع الإسلامي.

إن الربط بين هذين الأمرين يحتاج إيمان وعلم ، فمن جانب أن عدم الخجل من عرض ما يتعلق بالدين يحتاج من الشخص إيمان عالي وثقة عمياء بدينه الإسلامي ذو المصدر الإلهي وأن كل ما فيه حق مطلق وأن صلاحيته لكل زمان ومكان وبالتالي لا يوجد عندنا ما نخفيه ، ومن جانب آخر فإن الشخص يجب أن يكون عنده علم يلم فيه مقاصد الإسلام التي أتى التشريع لتحقيقها، وبالتالي معرفة كيفية عرضها وبيان حكمتها ، فلا بد لمن يتحدث عن الجهاد -مثلا- أن يعرف مقاصد الإسلام من الجهاد ، إذ لا يصح أن نتحدث عن الجهاد حتى إذا ما أتى منافق وقال أن به إراقة دماء وكتم للحريات تتمتمنا ولم نعرف أن نرد ، وليس مرجع ذلك إلا لجهل المقاصد الشرعية من هذا التشريع السامي ، ولذلك قال الله عز وجل:"قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ" أي أن العلم لا بد أن يسبق الدعوة إلى الله وإلا فستتشوه صورة الإسلام.

إن سيطرة الغرب اليوم على المسلمين ولدت في نفوس الكثير من المسلمين شكوك حول صلاحية الدين الإسلامي للقيادة ، لأن الغرب يلقون عبء انحطاط المسلمين على الإسلام، وهذا ما يدعوا الكثير من المسلمين إلى الخجل من عرض الدين، خاصة وأن الإسلام اليوم شوهت صورته ودنس تاريخه وجهل الكثير من حملته تشريعاته ، أضف إلى ذلك وسائل الإعلام وما تذيعه من حرب على الإسلام في تشريعاته، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بشعائر معينة كالجهاد في سبيل الله أو حد الردة والزنى والسرقة ، إذ أن الغرب اليوم يحاولون لوي أعناق المسلمين بان دينهم دين سيف لا يعرف الرحمة، وأنه دين فوضى لا يعرف الكلمة ، وقس على ذلك بقية التشريعات الإسلامية التي شوهها الغرب في نظر المسلمين، لعلمهم أنها تشريعات جائت لكي يكون الدين كله لله ، وهذا بعينه ما يخالف هواهم ، فما كان منهم إلا استعمال هذا الاسلوب الخسيس، وما كان من غوغائية المسلمين إلا التصفيق لهم، أو القول أن الدين محصور على الجانب العبادي فقط دون غيره من الجوانب الأخرى، او الخجل من عرض الإسلام، أو عرضه وكأنه مجرم وضع في قفص اتهام يحتاج من يذب عنه ولكن لا جدوى لأنه مجرم..!

إن هناك قسم آخر من المسلمين لم يصبهم هذا المرض، فهم يعتزون بتشريعهم الإسلامي كل الاعتزاز إلا أنهم يفتقرون لأمور، اما أنهم يجهلون مقاصد الإسلام وحكمه، ولا حل لذلك إلى بسلك سبيل العلم والتدبر في آيات القرآن الكريم، واما أنهم يجهلون كيفية عرض الإسلام، وهم على ذلك مذاهب، فمنهم من يعرض الإسلام وكأنه دين انزل للرد على شبه الغير فقط، ولا أعني بذلك ألا يرد على الشبه، إنما ما أعني توصيله هو أن الرد على الشبه يجب ألا يكون على حساب عرض الدين الإسلامي وبيان حكمه،لأن هذا هو الأصل، والدين الإسلامي اليوم بحاجة لمن يوضح صورته وليس من يرد على الشبه الموجهة ضده، ونحن إن توصلنا لإقناع الناس أن هذا الدين من عند الله فلسنا بحاجة عندها للرد على الشبه ولن نحجهم إلا بأن هذا الدين من عند الله، وهناك قسم آخر من المسلمين أراد إظهار سماحة الإسلام عبر وسيلة خاطأة وهي جعل الدين الإسلامي دين التنازلات الذي يساير الناس كيفما ساروا حتى أن بعضهم صار يلغي بعض التشريعات ضمنيا كالجهاد في سبيل الله حتى يبين أن الإسلام دين السماحة ، وهناك قسم اتخذ وسيلة مضادة لما ذكرناه، وهي جعل الدين الإسلامي دين الجمود الذي لا يراعي الزمان والمكان، مع وجود هوس التحريم الفقهي بجمود وتعصب لمسائل هي في حقيقتها مسائل خلافية لا إنكار فيها، وهو بهذه الصورة يعرض الإسلام بصورة معينة يلزم فيها الغير بأنك لن تكون مسلما إلا بذلك، وهناك قسم جعل الإسلام دين الرهبانية الذي لا يعرف الفسحة، مع العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليعلم يهود أن في ديننا فسحة وأني بعثت بالحنفية السمحة" وهذا ما يستنبط منه ضرورة تحسين صورة الإسلام في نظر غير المسلمين، ولا يعني كل ذلك أن نتنازل عن تشريعات ديننا، إنما أن نعرف كيف نخاطب الناس على قدر عقولهم وأن نعرف أن لكل مقام مقال وأن لكل حادث حديث، وأن نعرضه ونبين سماحته و حكمه الخفية لإقناع الغير بأن ديننا هو الحق وأن ما عداه باطل وأنه دين الوسطية الصالح لكل زمان ومكان، "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، ولم يكذب أحد المستشرقين عندما قال:"إن الإسلام دين لا يفهمه أصحابه".


وفقكم الله لنصرة دينه :)